فى بيتنا جيش!
هذا يوم للزهو والشعور بالعزة والأمان. هذا يوم يحق فيه لكل مصرى وطنى أن يرفع رأسه آمنا مطمئنا. رجل البيت هو كرامته وهو خط الدفاع الأول عنه، وفى الأوطان فإن رجل البيت هو القوات المسلحة، وفى وطننا مصر فإن رجل البيت هو الجيش. يحب المصريون كلمة الجيش. يقولون عن فلان إنه راح الجيش. خلص الجيش. حارب مع الجيش. الجيش عبر. الجيش انتصر.
بالطبع هنالك أيام صعبة عصيبة حزينة فى مسيرتنا، لم يكن الجيش مسئولا عنها قط، إنما كانت جريمة سياسية، ارتكبت بحماقة فى الحسابات وسوء قراءة للمشهد. دعنا من هذا.
لنعد إلى تلك المشاعر الفياضة التى عاشها المصريون أمس مع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاعدة برنيس العسكرية. موقع هذه القاعدة الجوية البحرية الشاملة، وهى الأكبر فى الشرق الأوسط وأفريقيا، كان دائما مطمعا للقوى الكبرى، وبالذات الولايات المتحدة الامريكية، ومن الحق القول أنهم ضغطوا كثيرا وطويلا على الرئيس الأسبق حسنى مبارك ليوافق على إقامة قاعدة أمريكية فى رأس بيناس، على البحر الأحمر.. وكان رفضه سبب عقابه ومعاقبة مصر كلها بالمخطط التخريبى فى الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١.
اقرأ أيضا : السيسي الدبلوماسى
موقع هذه القاعدة يشرح مهمتها، ويظهر خطورتها، فقد أقيمت على مساحة هائلة قدرها ١٥٠ ألف فدان، وتم إنجازها فى أشهر معدودة، وفق أحدث ما فى العصر في تطبيقات العلوم العسكرية والتكنولوجية والهندسية. التسليح هو الأحدث، ومصادره متنوعة، من ألمانيا الى فرنسا إلى روسيا إلى أمريكا ودول أخرى..
هذه القاعدة تحمى الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي لمصر على البحر الأحمر.. قريبة جدا من حلايب وشلاتين، قريبة من الحدود الدولية مع السودان، قريبة من كل تحرك في مياه البحر الأحمر، تراقب سلامة الملاحة البحرية الدولية من باب المندب مرورا الى قناة السويس ومنطقتها الاقتصادية.
أضف إلى هذا كله أن البحر الأحمر تتم فيه حاليا عمليات بحث وتنقيب، تجرى على قدم وساق بين الشركات العالمية، بعد ترسيم الحدود البحرية مع الشقيقة السعودية. ثروات البحر الأحمر لم تكتشف كلها بعد لكنها واعدة، والمعروف أن لنا فيه حاملة طائرات، ضمن الاسطول البحرى المصرى الجنوبى.
اقرأ أيضا: وراء الستار فى عقل أردوغان
هذه قوة عسكرية حقيقية مؤهلة تأهيلا علميا ووطنيا، وذات عقيدة دفاعية، وأقول حقيقية لأننى من الجيل الذى كانت تهتز مشاعره طربا وتأثرا وهو يتفرج طفلا فمراهقا على صواريخ القاهر والظافر، تمر فى مواكب الاستعراض العسكرى تحت عيني الزعيم عبد الناصر ووزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر.
كانت زيفا ووهما.
هذه القوة المصرية الحالية هى مال الشعب، ومن أبناء الشعب، واثبتت العسكرية المصرية شرفها النقى بتضحياتها المستمرة، منذ وضعت نفسها موضع السند والدرع الذي يصد عن الشعب ضربات الارهاب فى الداخل وفي الخارج.. ويسد احتياجات المواطنين. كان يزرع ويشق الطرق ويبنى.. وكان يتدرب ويتعلم ويبهر العالم بفنونه المهارية في القتال وفى الطيران.
فخور بجيش بلادى وفخور بقائده الأعلى.. الأعلى في المشاعر والأعلى فى العطاء والأعلى عشقا لتراب هذا الوطن.. نحن الآن نملك القوة ونملك العقل . لم نعد حمقى مغترين بقوة الحناجر والحنجورية.. لعنة الله عليهم!