أحزاب وبطاطين !
كنّا ننتقد وبشدة قيام الإخوان وحزبهم، توزيع بطاطس للناخبين لشراء أصواتهم، وها هى أحزاب تقول إنها مدنية ورافضة للإخوان تفعل ذات الشىء، وتوزع بطاطين فى إطار استعدادها للانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى الخريف المقبل!
أى إن ما كانوا ينتقدونه بالأمس يفعلونه اليوم، وبشكل مخجل، حيث يقومون بتصوير الناس الذين يوزعون عليهم البطاطين، وهو ما يمس كرامتهم بالقطع ويعد إهانة لهم، وقد نسى هؤلاء أن الحزب السياسى ليس بجمعية أهلية، ولا يقوم بما تفعله، ومن بينه عمل الخير وتوزيع المساعدات على المحتاجين والفقراء.
اقرأ أيضا: 2020 .. التحديات الأهم لمصر
الحزب السياسى له مهام أخرى تماما على رأسها بالطبع الوصول إلى السلطة عبر الفوز فى الانتخابات التى يتسابق فيها أحزاب أخرى، من خلال إقناع الناخبين بأن برنامجه الانتخابى هو الأفضل والأصلح لإدارة البلاد.. أما توزيع المساعدات سواء المالية أو العينية من قبل الأحزاب والمرشحين فى الانتخابات فهو بمثابة رشوة انتخابية يعاقب عليها الحزب أو المرشح الذى يقوم بها، وقد تصل هذه العقوبات إلى تجميد نشاط الحزب أو حله، وشطب المرشح من كشوف المرشحين فى الانتخابات.
اقرأ أيضا: 2020 .. التحديات الأهم لمصر
وليست مستساغة تلك التبريرات التى يقول بها من ارتكبوا هذا الخطأ الفادح الذى يقلدون به للأسف الإخوان، والتى تقول إن موعد الانتخابات ليس قريبا!.. وهنا نسأل هؤلاء لماذا لم يوزعوا البطاطين على هذا النحو فى السنوات الأربع الماضية؟.. هل تذكروا الآن فقط أن الفقراء يحتاجون للبطاطين ونحن نتأهب للانتخابات.. ثم لماذا فعلوا ذلك أمام كاميرات التليفزيون تحديدا؟.. لماذا أصروا على تصوير المواطنين وفى أيديهم البطاطين تحت لافتات الحزب؟!
إن ما حدث هو محاكاة وتقليد سخيف لما كان يفعله الإخوان.. وإذا كنّا قد تخلصنا من حكم الإخوان فإننا يتعين أن نتخلص من تأثيرهم على مجتمعنا وبعض أحزابنا.