"فيتو" تكشف أسرار رفض حفتر التوقيع في موسكو على وقف إطلاق النار بليبيا
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أسرار قرار الوفد الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي وعقيلة صالح رئيس البرلمان رفض توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج برعاية روسية تركية في موسكو أمس .
ونوهت المصادر بأن رفض توقيع الاتفاق من قبل وفد الجيش والبرلمان لا يدل على نوايا سيئة أو عدم الرغبة في حقن دماء الليبيين وتجنب المزيد من الخراب والدمار وتعميق مأساة المهجرين من الليبيين فالقرار بعدم التوقيع كانت تقتضيه مبادئ الوطنية التي تأبى التفريط في الوطن تحت أى ذريعة .
وأفادت المصادر لـ”فيتو” أن الوفد الذي يمثل القوات المسلحة الليبية والبرلمان الليبي لم يجد اتفاقا ليبيا ليبيا بل وجد اتفاقا ليبيا تركيا من شأن التوقيع عليه أن يجعل اتفاقيات حكومة الوفاق مع الرئاسة التركية سارية المفعول وهذه حيلة تفطن لها الوفد وعرف أن الأتراك كانوا يـريدون انتزاع اعتراف ضمني بكل المواثيق التي تم توقيعها وبالتالي فإن التوقيع كان صوريا لوقف إطلاق النار، أما واقعيا فكان لشرعنة الاحتلال التركي لـلأراضي الليبية.
وأوضحت أن وفد حكومة الوفاق تعمد الاختفاء وأن يعطي الدور بالكامل لوفد الأتراك في التفاوض ومناقشة البنود والهدف من ذلك أن يضع وفد الجيش والبرلمان في مواجهة الأتراك والروس لأن وفد الوفاق لا أوراق تفاوضية له على الأرض حتي يستطيع أن يصمد في مواجهة ما يشترطه وفد القوات المسلحة وهذه الحيلة الخبيثة مردها إلى اعتقاد وفد الوفاق بأن الضغوط التي أدت بالمارشال لقبول وقف إطلاق النار ستجعله يقـبل بالتوقيع على الاتفاق بدون نقاش.
وتابعت المصادر أن وفد حكومة الوفاق تعمد بالأمس من خلال تصريح المشري الذي يـرأس مجلس استشاري لا علاقة له بمثل هذه القضايا أن يبعث برسالة لكل الليبيين بأن الاتفاق جاء نتيجة انتصار الميليشيات على الجيش وهذا ما عبر عنه المشري عندما قال إن الاتفاق فرض بالقوة لا من خلال تلاقي إرادة الطرفين في حقن الدماء وهذا يعني ان الجيش لو وقع بالـأمس فالشعب سيصدق بأن قوات الوفاق المحاصرة في بضعة كيلومترات قد انتصرت والجيش الذي يسيطر على %80 من مساحة ليبيا قد انـهزم .
وأكدت أن توقيع وفد حكومة الوفاق على مسودة الاتفاق والسفر بعد ذلك مباشرة دليل على انهم اتفقوا على وضع وفد الجيش أمام خيار واحد إما أن يرفض وإما يقبل دون نقاش وكأن مسودة الاتفاق عقد إذعان إما أن تقبله كله وإما ترفضه كله وهذا موقف يعـبر عن سوء نـية واضحة فالذي يريد الصلح وحقن الدماء لابد أن يناقش ويتراجع حتي يصل الاتفاق إلى صيغة مرضية للطرفين .
واعتبرت المصادر فكرة أن روسيا ستضغط بقوة على حفتر ولن تجعله يغادر موسكو قبل التوقيع لعبت دورًا كـبيرًا في قناعة وفد الوفاق بأن هذه فـرصة ذهـبية يجب استغلالها بالطريقة المثلى وخصوصا أن المنتصر على الأرض قبل أن يجلس إلى الطاولة بدون شروط مسبقة أو ضمانات واضحة وهذا الاعتقاد كان من قبيل الأوهام والدليل أن وفد الجيش قد رفض الاتفاق وتوجه مباشرة إلى المطار، موضحة أن وفد البرلمان والجيش قطع نصف الطريق بقرار وقف إطلاق النار والسفر إلى موسكو على كل الأصوات التي كانت تتهم الجيش بأنه من يرفض الحوار ولهذا المعركة السياسية بالنسبة للجيش انتهت في موسكو أما المعركة العسكرية فسوف تنتهي في المـيدان .
وتابعت: بالإضاقة إلى أن الرأي العام الليبي الذي ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر عن قلق بالغ من طريقة تدخل الروس في القضية الليبية والاستياء من محاولة الضغط على الجيش لقبول اي اتفاق مع حكومة الوفاق جعل من الروس يأخذون خطوتـين إلى الوراء فالموقف الروسي الرسمي لا يريد أن يخسر الشعب الليبي مقابل تأييد حكومة لا يناصرها في ليبيا إلا الميليشيات الإجرامية والجماعات الإرهابية.
وأشارت المصادر إلى أن القرار بعدم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق وإن كان من شأنه انتهاء الهدنة والعودة للحرب إلا أنه جاء متوافقاً مع إرادة الشعب ومبادئ الوطنية التي لا يمكن أن تسمح بأن نعود للتفاوض مع الأتراك وكأن ليبيا ولاية عثمانـية تتبع سلطانا يحلـم باستعادة أمجاد لن تعود إلا إذا عاد الأموات من المقابر.