أين رصيدنا المنتظر من 2020
يحل العام الميلادي الجديد 2020 الذي يحتفل العالم به، كل على طريقته، فيما يبقى الآن انتظار الرصيد المنتظر من ذلك العام، والأهم في هذا الشأن هو مسألة التطوير الذاتي المفترض على كل منا تحقيقه وأقصد بذلك مسألة «ثروة الوقت»..
فلم يعد ترفا أن نظل نعاني أخطر كارثتين على اقتصاد أي دولة في العالم، فضلا عن المخاطر المحتملة جرائهما على المستوى الفردي، ألا وهما «إهدار الموارد البشرية، وإهدار الوقت»، وكلاهما متربط بالآخر، فلا استثمار للمورد البشري من دون إعلاء قيمة الوقت، ومواجهة أسباب ضياعه فيما لا طائل منه.
اقرأ أيضا: مصر تتغير
إن الفارق الواضح بيننا وبين الدول التي حققت، وما زالت تتفوق في مختلف المجالات، حيث تعلي تلك الدول إعلاء ثقافة «تنظيم الوقت».. فالحق أن ثقافة أي شعب متحضر تجدها قائمة على استثمار وقته، وعندئذ يكون الرد على سؤال عن الموعد المحدد بالساعة والدقيقة، أما لدينا فما زلنا نعاني عبارات: «نتقابل آخر النهار»، أو «الصبح بدري»، أو «بعد العيد».. فيطلق أحدنا تلك العبارات من دون تحديد لمدلولها.. وكلها تؤكد الحاجة إلى ضرورة إعلاء قيمة الوقت على مستوى الدولة والإدارات والمجتمع ذاته.
اقرأ أيضا: نصائح ذهبية للمعلمين
إن من غرائب أسباب الفرحة، السعادة بمرور عام وبما أعوام من العمر دون دراسة كافية لثروة العمر الحقيقية باستثمار لحظاته فيما يفيد ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال: دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني/ فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها.. فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني.
وخلاصة القول، إن لكل منا سجل سيطويه الزمن بنهاية العام الجديد، فلينتظر ماذا سيُحقق، فاذا يريد كي يخرج من عامه برصيد إنجاز وافر يضمن له حياة كريمة فليعي قيمة وقته جيدا فيمتنع عن إهداره وعلى مؤسسات الدولة أن تنشر قيمة الوقت كثروة مربحة وليس مجرد قيمة اجتماعية، وكل عام وأنتم بألف ألف خير.. والله من وراء القصد.