حكم دفن الميت في الليل وهل هو مكروه أم لا؟.. لجنة الفتوى توضح
من المسائل التي تثار بين الحين والآخر على الساحة الدينية هو حكم دفن الميت في الليل وهل هو مكروه أم لا ، وتمتاز الشريعة الإسلامية أنها أعطت الميت حرمة وهيبة وخصصت له مجموعة من النواسك والسنن الخاصة به مثل تغسيله وهو الصلاة عليه من أجل تهيئته للانتقال للحياة البرزخية.
وعن حكم الشرع فى دفن الميت في الليل ، اختلف فيه أهل العلم على أقوال عدة، وطبقًا لما بينته لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن الفقهاء اختلفوا فيما بينهم على جوائز دفن الميت فى الليل أم تأخيره.
ويرى أتباع المذهب الحنفي والمالكي والحنبلي، أنه يجوز الدفن ليلًا، مع الأخذ بالاعتبار أن الأفضل هو دفن الميت في النهار، وأن السبب في ذلك هو التسهيل على من يريد أن يخرج مع الجنازة ليشهد الصلاة عليها.
ما حكم غسل وتكفين وصلاة الجنازة على الملحد؟..علماء الأزهر يجيبون
وأوضحت اللجنة فى عرضها للحكم الشرعي للمسألة، أن ورد في البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال "صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على رجل بعدما دفن بليلة، قام هو وأصحابه وكان سأل عنه فقال: من هذا؟ فقالوا: فلان دفن البارحة فصلوا عليه" ورى أن الحافظ ابن عبد البر ذكر في الاستذكار: "وفي هذا الحديث إباحة الدفن بالليل وعلى إجازته أكثر العلماء وجماعة الفقهاء لأن الليل ليس فيه وقت تكره فيه الصلاة", وعن ابن عباس -رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلاً فقال: متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة. قال: أفلا آذنتموني. قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك. فصلى عليه".
كما ذكر أتباع هذا الرأي قول الإمام النووي في إباحة الدفن ليلا حيث قال في "شرحه على مسلم": قال جماهير العلماء من السلف والخلف: لا يكره الدفن في الليل، واستدلوا بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وجماعة من السلف دفنوا ليلا من غير إنكار، وبحديث المرأة السوداء، والرجل الذي كان يقم المسجد فتوفي بالليل فدفنوه ليلا، وسألهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عنه، فقالوا: توفي ليلا فدفناه في الليل، فقال: "اَلَا آذَنْتُمُونِي؟" قالوا: كانت ظلمة، ولم ينكِر عليهم، وأجابوا عن هذا الحديث: أن النهي كان لترك الصلاة، ولم ينه عن مجرد الدفن بالليل، وإنما نهى لترك الصلاة، أو لقلة المصلين، أو عن إساءة الكفن.