كلهم يحاربون باسم الرب
مشكله الأيغور مسلمي الصين من أصل تركي سياسية وليس دينية لمحاولتهم الأنفصال، مثلما حدث مع المسلمين الأكراد الذين تقتلهم تركيا.. وفيما يبدو فإن الكل يحارب باسم الرب، أمريكا تحارب باسم الرب، وإسرائيل تحارب بالتوراة، وروسيا تحارب بالإنجيل، وإيران تحارب لقتل السنة.. ثم يتهمون الإسلاميين بالإرهاب..
فما بين تصاعد للإرهاب المعنون باسم الإسلام زورا أيا كان هواه، وبين اليمين المتطرف المعلَن معاداة الإسلام، فالله بريء من الظلم الذى هو فعلنا نحن البشر، فبالرغم مما رأيناه من أبشع الجرائم التي قامت بها الكنيسة ضد الإسلام، إلا أنها لم تحسب إلى اليوم من ضمن الإرهاب، ولا أحد يستطيع تجريمها على أفعالها التي جنتها، خلال التاريخ من العصور الوسطى إلى الإصلاحات الدينية، ثم الحروب الصليبية، والحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الباردة ، والحرب على فلسطين التي تم تهجير 7 مليون فلسطيني من أرضيهم، ولم تكن الكنيسة المسيحية بأنواعها مجرمة بقتل العراقيين لأنهم مسلمون..
واليوم يجري علينا نفس ما جرى على فلسطين والعراق، متمثلا في شبح ضخم وجديد، وبصورة واضحة ألا وهي الحرب على الإسلام. فيما يعرف بالإسلاموفوبيا، وكانت الحروب الصليبية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية بين القرن الحادي عشر والثالث عشر بغية تحرير الأرض المقدسة، على حد تعبير قادتها في ذلك الوقت نموذجاً للإرهاب المنظم..
ويعلق البروفيسور «بارت إيرمان» أستاذ الدراسات الدينية في جامعة نورث كارولينا، يقول: كانت الحروب الصليبية دليلا عمليا على همجية ووحشية ما قامت به شعوب وممالك، وكنائس باسم العقيدة والدين، ضد العرب والمسلمين في المشرق العربي، وربما كانت أفظع أعمال الصليبيين أكلهم لحوم أعدائهم، بعد طهوها أو شيّها، ولم تكن مجزرة «معرة النعمان»، إلا أحدها.
اقرأ أيضا : الدولة العميقة فى مصر
وروى ابن الأثير عن دخول الصليبيين للقدس فقال: قتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفا. وقام ريتشارد قلب الأسد في الحملة الصليبية الثالثة بذبح 2700 أسير من المسلمين في عكا، وذكر «جوستاف لوبون» في كتابه «الحضارة العربية» نقلا عن رهبان ومؤرخين قالوا: كان قومنا يجوبون الشوارع والبيوت، يذبحون الأولاد والشباب، ويقطعونهم إربا، ويبقرون بطون الموتى، كان ذلك في الماضي بينما تؤمن الشخصيات السياسية الصهيونية في أمريكا أنها تساعد الله وفقا للمخططات التوراتية الإنجيلية لنهاية العالم!
كما ينتمى أغلبهم إلى «الطائفة التدبيرية»، التى ترى أن كل شيء من تدبير الله ومقدر سلفًا، وما على الإنسان إلا السعى لتنفيذ هذا المقدور. ويعتقد السياسيون الأمريكيون المتصهينون أن المسيح يأخذ بأيديهم، وأنهم يقودون معركة هرمجدون، التى ستقع فى منطقة الشرق الأوسط!
تتعدد أسماء ومصطلحات «المسيحية الصهيونية»، منها: الأُصولية اليمينية، والألفية التدبيرية، والإنجيلية المتشددة، ويتبعها كنائس وفرق عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها، أبرزها شهود يهوا، والطائفة البيوريتانية، والحركة المونتانية، ومؤتمر القيادة المسيحية الوطنية من أجل إسرائيل، وفرقة المجيئيين، والسبتيون.
ويصعب عدّ الجرائم التي ارتكبتها القوات والعصابات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، فمنذ ما يزيد على نصف قرن وأيادي القتل تنهش الجسد الفلسطيني، لدرجة أن المجزرة الأخيرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية بغزة، والتي وصل عدد ضحاياها إلى 70 شهيدا، لا تظهر سوى كحلقة صغيرة من مسلسل التقتيل المستمر الذي أودى بحياة آلاف الفلسطينيين، حيث يتحدث التاريخ عن أزيد من مائة مجزرة وفي الحرب الأهلية الامريكية التي وقعت عام 1861م قتل فيها 620 ألف قتيل.
واقرأ أيضا: الوصايا العشر لمواجهة سد النهضة
وفي الحرب العالمية الأولى 1914م - 1918م بلغ القتلى 10 ملايين والجرحى 21 مليونا وفي الحرب العالمية الثانية التي تعد أكثر الحروب تكلفة عبر التاريخ حتى الآن فقط فقد شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، وتسببت بمقتل ما بين 50 إلى 85 مليون شخص ما بين مدنيين و(عسكريين لم يتجاوز عددهم 17 مليونا).
وحدها روسيا خسرت 25 مليونا فيما خسرت ألمانيا 6 ملايين، وفي الحرب الباردة بلغ عدد القتلى 180.000 سنويا ما بين عامي 1950 إلى 1989م، أي ما يُعادل 7 ملايين وفي حروب فيتنام التي تورطت فيها أمريكا عام 1957 أسفرت عن قتل مليون ونصف من الفيتناميين و58 ألف أمريكي وهناك أرقام تقول إن القتلى في هذه الحرب تجاوز 5 ملايين..
وفي الحرب الصربية على البوسنة والهرسك ما بين عامي 1992 و1995 قتل نحو مئتي ألف مسلم بوسني.. وفي الحرب على العراق بلغ عدد ضحاياها مليون ونصف من البشر.