امرأة وامرأة
منذ فترة دخل علينا أحد أصدقائنا هاشا باشا مبتسما كعادته، ولأنه شخصية مرحة وتلك طبيعة شخصيته، أو لأنه أراد التخفيف من جو العمل، فقد أطلق سؤالا حول المرأة مفاده إن واحدة قد تبني قصرا من طين وأخرى قد تهدم قصرا من رخام، استغربنا جميعا لهذا التشبيه وسألناه كيف ذلك؟
فأخذ يروي لنا حكايته مع زوجة أحد البوابين الذين تعامل معهم طيلة حياته، وقال لا أستطيع أن أنسى إجابتها النموذجية التي تدفع أي رجل للعمل من أجل هذه المرأة التي أجابت حينما سألتها عنه فقالت: آهه قاعد هناك أهه، قالتها وهى تتحدث عن زوجها بفخر، ثم انتقل إلى شكوى كان قد قرأها من أحد الأزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشكو فيها من سوء معاملة زوجته اللفظية، والتي لا تتخير الألفاظ حتى أمام الغرباء.
اقرأ أيضا : ميلاد مختلف
وهنا رحت أتذكر قصة نبي الله إبراهيم مع زوجتي ابنه إسماعيل واللتين زارهما متخفيا دون أن يعلما أنه والد زوجهما، وسأل كل واحدة عن حالها فأجابت إحداهما متبرمة من حالها وحال زوجها، وعبرت عن سخطها حينما رفضت إطعامه، بينما عبرت الأخرى عن الرضا والسعادة لمقدمه لمنزلهما، وقدمت له كل ما تستطيع، فما كان منه إلا أن قال لابنه بحق زوجته الأولي غير عتبة دارك في الإشارة إلى تطليقها، بينما قال له في حق الأخرى ثبت عتبة دارك في كناية عن التمسك بها.
واقرأ أيضا : أوغلو وأردوغان.. سر الخلاف
ثم راح ينصح العزاب منا بعدم الزواج من أمثال هذه المرأة، وراح يقول: حقا المرأة جنة الرجل وناره، فالمرأة مثلما هي صانعة العظماء والنبلاء فإنها هادمة النفوس والقلوب، ورغم أنها صانعة الأجيال فإنها أيضا أس البلاء إذا ما وجد من أساسه، و بينما كان بعضنا يمزح راح كل منا يفكر في زوجته وماذا ستصنع له الليلة؟