ميلاد مختلف
تظل لحظات الميلاد بكل ما تحمله من أمل وألم، فرح وسرور، محبة وكره محفورة في أذهان من يمرون بها خصوصا الزوجات والأزواج حيث يجتمع الجميع فرحا لاستقبال المولود إلا في حالته.
كان ميلاده مختلفا رغم عظمته، ورغم ما كان وما سيكون له من شأن عظيم، فقد ولد المسيح عليه السلام، من غير أب، وحملته أمه مريم البتول، وذهبت به إلي مكان قصي علي غير عادة النساء، بعد أن بشرت به من قبل الملائكة، وكلنا يعرف ما كان من أمرها حينما جاءتها البشرى به واستغرابها من هذا الحمل الذي لايزال سرا إلهيا لا ندري كنهه ومعجزة إلهية يعجب ويتعاجب بها بنو البشر.
اقرأ ايضا: انا مش متنمر!
لقد ولد المسيح عليه السلام وعلي غير العادة في مزود بقر حسبما تقول الروايات، بعدما جاءت آلام المخاض لأمه فانتبذت به مكانا قصيا لوضعه بعيدا عن العيون المتلصصة والحاقدة والعابثة، وحينما اشتدت آلام المخاض ولأنها بتول فإنها لم تكن تعرف ماذا تفعل؟ فتمنت الموت قبل هذه اللحظة وهي تقريبا كل الأمنيات اللاتي يتمناها كل الأمهات أثناء الولادة..
وهنا حدثت معجزة بحسب بعض الروايات بأن ناداها الوليد: "ألا تحزني تحتك قد جعل ربك تحتك سريا" والسريا قيل إنها نهر صغير كان بحوارها، وهنا حدثت معجزة أخرى لتكلم المسيح عليه السلام وهو في بطن أمه بحسب بعض الروايات، وطلب منها "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا"،وتلك معجزة أخري حيث تساقط الرطب وهو فاكهة الصيف في الشتاء مخالفا للنواميس الكونية ولكنها أوامر الله العلي القدير"إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"..
واقرأ ايضا : الوجه الآخر ل"أردوغان"
ويتم الميلاد بعناية الله وحفظه للأم والجنين، ثم تأتي معجزة أخري بخروجها علي قومها تحمله فسخروا منها ورموها بالباطل، لكن الله سبحانه وتعالي أيدها وأجري المعجزة علي لسان وليدها بالحديث إلي قومه مدافعا عنها ومبيتا سبب مجيئه إلي هذه الأرض"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33("