رئيس التحرير
عصام كامل

احترام الآخر

مقطع فيديو صادم تداولته صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تم تصويره فى مدينة طنطا، لثلاثة من الشباب يستقلون دراجة بخارية، وما أن اقتربت الدراجة من أحد المارة فى الشارع والذى كان يسير إلى جوار الرصيف، مد أحدهم ساقه وعرقل الرجل من الخلف، وسقط الرجل على الأرض سقطة مؤلمة، ثم لاذ هؤلاء بالفرار، ضاحكين ساخرين من سقطة الرجل المؤلمة.

 

ماذا لو كان المعتدى عليه مريضًا، وماذا لو سقط على عظامه أو عموده الفقرى وتسبب ذلك فى أضرار بالغة لا يعلم مداها وفداحتها إلا الله، وماذا لو سقط على رأسه وتوفي؟، بسبب "شرذمة" إنطلقت فى شوارع المحروسة تعيث بها فسادا وسخرية، وتضع المارة فى حالة من الرعب، وأحط درجات التعرض للتنمر الجسدي والمعنوى، بلا أى وازع من دين أو أخلاق أو تربية.

 

ما الذى استفاده هؤلاء مما فعلوا؟، وليتخيل أحدهم لو كان أباه أو أمه أو أخته أو أخيه فى مكان هذا المعتدى عليه، هل يقبل بإهانتهم بهذا الشكل المزرى الفج؟، أعتقد لا.

 

اقرأ ايضا: النظرات القاتلة

 

لا يوجد قانون يعاقب حاليا على فعل التنمر، لكنه قد يُدرج ضمن جرائم الاعتداء على الحرية الشخصية وانتهاك خصوصية الغير، ولذا فمن غير المقبول مطلقا ألا يكون هناك عقوبة رادعة لتلك الجرائم المشينة التى تؤدى لأضرار مادية ومعنوية جسيمة.

 

قد تندرج الواقعة تحت العقوبة الواردة فى المادة 375 مكرر فقرة 3 من قانون العقوبات، والتى تنص على الحبس مدة لا تقل عن سنة على كل من قام بنفسه أو بواسطة غيره باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أوالتهديد بقصد الترويع أو التخويف أول إلحاق أذى مادى أو معنوى به.

واقرأ ايضا : ساعات الرعب

ومؤخرا وافق الرئيس عبدالفتاح السيسي،على مطالب الأطفال المشاركين في إحتفالية "قادرون باختلاف" لأصحاب الهمم، والتى كان أولها للطفل "مُهند"، بأن يتم تدريس مادة "إحترام الآخر" في المدارس والجامعات، وبالفعل وافق الرئيس فورا على المطلب واعدًا بالتنفيذ.

 

ونضم أصواتنا إلى صوت "مهند"، منادين بتغليظ العقوبة فى حالات التنمر والايذاء المعنوى، فقد كنا نظن حتى وقت قريب أنها تقتصر على طلاب المدارس وفيما بينهم فقط، إلا أن تلك الظاهرة استفحلت وإنطلقت للشوارع، تتحرش بالفتيات، وتعبث بهيبة ووقار الكبار، وتؤذى الصغار، وتتسلط علي ضيوف الوطن.

 

نطالب بحماية المجتمع بعقوبة قانونية صارمة إضافة إلى عقوبة مماثلة لعقوبة الفعل نفسه، وهو أن يشعر المتنمر بنفس شعور الإهانة والإيذاء، أن يشعر بنفس الألم المعنوى الذى يترك جرحا غائرا فى النفس قد لا يندمل، معا للننقذ مجتمعنا من هذه الأوحال والأقذار، لننقذه من وحش قادم اسمه "التنمر".

 

الجريدة الرسمية