رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الشرع فى الجمع بين الصلوات بسبب المطر

حكم الشرع فى الجمع
حكم الشرع فى الجمع بين الصلوات بسبب المطر

هل يجوز جمع الصلوات بسبب المطر والمرض؟ وإذا جاز فبأي شروط؟

 

أجابت دار الافتاء المصرية عن هذا السؤال قائلة: الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنـزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عنىالإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدد كل التشديد في طلبها وتقييد إيقاعها بأوقات مخصوصة؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾، وحذر من تركها، فروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شهادةِ أَنْ لا إلهَ إلا الله وأَنَّ محمدًا رسول الله، وإقامِ الصَّلاة، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصوْمِ رمضانَ».

 

وقد بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى في أحرج المواقف عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو، قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).

 

اقرأ ايضا: حكم التعامل فيما له استخدامان أحدهما حلال والآخر حرام بالبيع والشراء

 

وقد شرع جمع الصلوات للعذر؛ فتؤدى الظهر مع العصر تقديما أو تأخيرا، وتؤدى المغرب مع العشاء، بشرط أن ينوي ذلك قبل دخول وقت العصر أو العشاء، ومن هذه الأعذار المرض، والوحل؛ قياسًا على السفر بجامع المشقة في كل، فلقد أخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما"، وما أخرجه مسلم عن معاذ رضي الله عنه قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فكان يصلي الظهر والعصر جميعًا والمغرب والعشاء جميعًا".

 

وقال الإمام النووي في "شرح مسلم": (ذهب جماعة إلى جواز الجمع في الحضر؛ للحاجة لمن لا يتخذه عادة، وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك وحكاه الخطابي عن القفال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي) اهـ.

ويؤيده ظاهر قول ابن عباس رضي الله عنهما: “جمع رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة فى غير خوف ولا مطر". فقيل لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: اراد ان لا يحرج امته” رواه مسلم

واقرأ ايضا: حكم الشرع فى الكذب بين الازواج

والأحكام السابقة تتعلّق بالمصلّي المؤدي صلاته في المسجد، أما المؤدي صلاته في البيت فلا يجوز له الجمع بين الصلاتين بسبب المطر، سواء كان منفردا أو في جماعة عند الفقهاء القائلين بمشروعية الجمع بسبب المطر، إذ إن المشقة منتفية في حقه، كما لا يلحقه أي أذى أو حرج بسبب المطر

والله تعالى اعلم

الجريدة الرسمية