رئيس التحرير
عصام كامل

ترويج الخرافات!

إنها مفارقة تقول الكثير!.. قبل أيام قليلة احتشد المشاركون في منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ الساحرة ليناقشوا أحوال العالم في ظل الثورة العلمية الكبيرة، عالم الذكاء الاصطناعي الذي سوف يلعب فيه الروبوت دورا مهما وبديلا لما يقوم به البشر.

 

وشاركت في المناقشة الروبوت (صوفيا) التي أعربت عن تطلعها لتعلم قيم البشر، والإلمام بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية!.. ولكن بعدها خرج علينا رئيس ناد شهير وهو أيضا نائب في البرلمان، ليبرر عدم فوز فريقه لكرة القدم بأنه كان مسحورا!، وأضاف ساخرا أنه علينا تنظيم دوري للجن الآن!

اقرأ أيضا: أمريكا والتدخل التركي في ليبيا!

وهكذا في الوقت الذي نسعى لاقتحام عالم الذكاء الاصطناعي هناك من يروج للخرافات في المجتمع، فكيف يستقيم ذلك، أو كيف نحتجز مكانا لنا في عالم الذكاء الاصطناعي ونحن لا نفكر بشكل علمى، بل ولسنا مستعدين بعد لأن نفكر بشكل علمى في أمور حياتنا، ونتخلى عن مسئوليتنا عما نفعله ونقوم به؟!

هذه هي المفارقة المعضلة التي نحتاج لها إلى حل ينهى التفكير غير العلمى السائد لدى بَعضنَا، ويوقف ترويج الخرافة في مجتمعنا، بل ويحاسب من يتورط في ذلك.. فلا علم، ولا تفكير علمى، ولا تخطيط علمى ولا حتى اجتهاد في العلم، أي لا تقدم وتنمية مستدامة في ظل خرافات لا تسيطر فقط على عقول البعض، إنما في ظل وجود من يروج لهذه الخرافات بدون أن يحاسبه أحد أو يتصدى له أحد.

 

واقرأ أيضا: مطبخ منتدى الشباب !

وإذا كانت بعض الوزارات والجهات الحكومية تنشغل الآن بالتحضير لمؤتمر الشأن العام، فإن مواجهة الخرافة والتصدى لمروجيها يجب أن يكون أحد اهتمامات المشاركين في هذا المؤتمر.. ولا يجب أن ننسى أن المجتمع الذي يتم ترويج الخرافة فيه، يسهل نشر التطرّف الدينى بين شبابه.. أي إن الخرافة تصنع مناخا مواتيا لإقامة التنظيمات الإرهابية التي ما زلنا نخوض حربا ضارية ضدها.. أفيقوا يرحمكم الله.

الجريدة الرسمية