شُكرًا.. أيُّها الأوغادُ!
ستُّ دول رئيسية، على الأقل، يتعرض المسلمون على أراضيها للاضطهاد المُمنهج والإذلال المُنتظم والتعذيب المُعلن وهي: بورما، والصين، وأوزبكستان، وأفريقيا الوسطى، وطاجكستان، وتايلاند، وسط صمتٍ مُخزٍ من "أولئك الأوغاد" الذى يَصِمون الإسلام بكل نقيصة، ويُحمِّلون المسلمين كل مصيبة، بـ"دماءٍ باردةٍ" و"ضمائرَ ميتة" و"أفئدة خربة" و"عقول نافقة".
تقارير صحفية على مدار الساعة، تنقل صوتا وصورة، مشاهد تعذيب مسلمى هذه الدول تحديدا، دون أن ينطق كارهو الإسلام بالسليقة وخصومه من الداخل، كلمة احتجاج واحدة، وكأن ألسنتهم الطولى التى لا تتوقف عن الإساءة للإسلام قد قُطعتْ، وأحبارَهم المسمومة التى لا تتوقف عن الافتراء على المسلمين قد جَفَّتْ. وحدَهم، ودونَ حول ولا قوة، ووسطَ عالم تسوده الانتهازية.. يُقمعُ مسلمو "الإيغور" فى "شرق الصين"، ومسلمو "الروهينجا" فى "بورما"، وغيرُهم من البلدان الظالمُ أهلُه الذين أدركوا ضعف المسلمين حول العالم وقلة شوكتهم وهوانهم على الناس، فلم يلقوا لهم بالاً، ولم يقيموا لهم وزناً.
اقرأ ايضا: اللهُ.. في عصْرِ العِلم "1"
وَفقًا لتقارير أممية، يُشكّل مسلمو "الروهينجا" في "بورما" الفئةَ الأكثرَ اضطهادًا في العالم، رغم عددهم المحدود الذى يقل عن 1% من عدد سكان البلاد الذى كسر حاجز الخمسين مليوناً، معظمهم من البوذيين! وفي منطقة "شينجيانغ"، الواقعة شمال شرقي الصين، يخضع المسلمون، الذى يتجاوز عددهم 9 ملايين نسمة، لعمليات تعذيب وقمع، بوتيرة متسارعة، كما يخضع الأئمة، ودخول المساجد، وتعليم القرآن، وارتداء الحجاب من قِبَلِ النساء، وترك اللحية من قِبَلِ الرجال وحتى الحجاج إلى مكة، لرقابةٍ مشددة. وفي تايلاند، ومنذ العام 2004 تجرى المذابح على قدم وساق ضد المسلمين الذين يمثلون حوالي 5 إلى 6% من سكان البلاد.
وفى أفريقيا الوسطى، يتعرض المسلمون الذين يمثلون 10% من سكان البلاد، لعمليات إذلال موسعة، تزامناً مع تدمير المساجد ودور العبادة، وهو السيناريو الذى يتكرر، ولو بتفاصيل مختلفة، فى دول أخرى أبرزها: طاجيكستان وأوزربكستان وأثيوبيا وأنجولا.
اللافتُ.. أنه وسط هذه الأجواء الإرهابية ضد أقليات مسلمة ضعيفة مضطهدة، لا يزال علمانيو مصر وليبراليوها وحقوقيوها، يغضَّون الطرف عما يحدث، ولا يزالون يصرون على غيِّهم المعهود بإلقاء الاتهامات وترويج الأباطيل ونشر الأكاذيب بحق الإسلام، وتصديره للعالم باعتباره صاحب الحقوق الحصرية فى الإرهاب والتطرف ونحر الرؤوس واغتصاب النساء.
واقرأ ايضا: اللهُ.. في عصر العلم "2"
الآنَ.. ووسط هذه المجازر الوحشية التى تتعرض لها الأقليات المسلمة، يسوق علمانيو مصر وليبراليوها وتنويريوها وحقوقيوها تبريراتٍ واهية وزائفة لما يحدث. أحدُهم انتقد بشدة، ودون حمرة من خجل، غضبة بعض المسلمين لتعذيب إخوانهم فى معتقلات الصين، فيما سخر واستهزأ آخر، كما كذَّب ثالث التقارير التى تكشف ما يتعرض له المسلمون فى هذه الدول، ووصفها بالملفقة والواهنة والمُفتراة!
الآنَ.. ووسط هذا الإذلال الذى يتعرض له مسلمون عُزْلٌ، يوظفُ أحد هؤلاء التنويريين برنامجه منصَّة للتطاول على الإسلام، وعلى علمائه وتراثه، والاستخفاف بثوابته، ونسف "قضية القدس"، مُجسداً انتهازية فكرية لم يسبقه إليها أحدٌ من العالمين.
الآنَ.. ووسطَ قمع المسلمين، تناسى علمانيو مصر وليبراليوها وتنويريوها وحقوقيوها المبادئ الزائفة التى يتبنونها ويدافعون عنها باستماتة، ولا يخجلون من خيانتها، فلم يتدافعوا للذود عن إخوانهم فى الدين، ولا فى الإنسانية، ولو بكلمة؛ لأنَّ مثل هذا الأمر سوف يؤثر على مصالحهم الشخصية، وينتقص من روافدهم المادية التى لا يجب أن تتوقف تحت أى ظرف، ولو كان المقابل حرق المسلمين والمسلمات.
أيها الأوغاد الصامتون مكراً وخبثاً، قد بدت البغضاء من أفواهكم وأقلامكم، وما تخفى صدوركم بحق الإسلام والمسلمين أكبر. أنتم لستم أصحاب قضية ولا قيمة ولا مبدأ، بل مرتزقة تأكلون على جميع الموائد، ولو أنَّ الأحزاب الحاكمة فى هذه الدول استكتبتكم الآن، مقابل حفنة من الدولارات، فسوف تصفونها على قلب رجل واحد بأنها واحة الديمقراطية ومهد الحرية وحاملة لواء الحفاظ على حقوق الإنسان، وأن المسلمين المقيمين على أراضيها يستحقون الحرق.. ولله الأمرُ من قبل ومن بعد..