الوجه الآخر لـ"أردوغان"
في الوقت الذي يساند فيه الرئيس التركي جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة، التي تنتهج العنف طريقا لحل قضاياها تحت دعاوى الجهاد والوقوف في وجه الظلم والطغيان، وفي الوقت الذي يندد فيه "أردوغان" بالعقوبات والأحكام التي تتخذها الدول والحكومات لمواجهة هذه الجماعات، وترى ذلك هو المسلك القانوني والشرعي لتأديبها بالقانون، لا يتورع أردوغان نفسه عن اتخاذ مثل هذه الطرق التي يندد بها ما دامت تأتي من الآخرين، وحينما تأتي منه فإنها تأتي متوافقة تماما مع العدالة والهوى الأردوغاني.
الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" فضحه مؤخرا تقرير أمريكى، إذ قالت منظمة حقوقية أمريكية: إن هناك انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وعمليات تعذيب في تركيا، منذ محاولة الانقلاب المزعوم في 15 يوليو 2016، وأن السلطات التركية ألقت القبض على نحو 511 ألف مواطن في قضايا لها علاقة بحركة الخدمة، التي تتهمها أنقرة بتدبير الانقلاب، وأن السجون التركية تضم في الوقت الحالي أكثر من 100 ألف معتقل، وأنه توفي 93 شخصا نتيجة عمليات التعذيب داخل السجون، وأوضح التقرير أن 4 أشخاص تعرضوا للتعذيب في مراكز احتجاز سرية وغير سرية تابعة لجهاز الاستخبارات التركية.
وذكر التقرير أن أحد الضحايا ويدعى “أ.ج "فوجئ خلال السير في الشارع بوضع جوال على رأسه، وضربه، ثم اقتياده إلى مقر جهاز الاستخبارات في حي "يني محله" في "أنقرة"، وأوضح أنه علق من ذراعيه خلف ظهره، وصعق بالكهرباء، وضرب بالهراوات والعصي، وحاولوا اغتصابه، كما تم احتجازه في غرفة مظلمة بمساحة 4.5 متر مربع أكثر من مرة، وتعرض للتعذيب بشكل يومي لمدة 20 يوما، وأكد الضحية أن أمعاءه تقطعت نتيجة وضع الهراوات في مؤخرته، وجعله يجلس على أعضاء ذكرية صناعية”.
التقرير تطرق أيضا إلى تعذيب السيدات داخل السجون ومراكز الاحتجاز التابعة للسلطات، من بينهم سيدة تعرضت للتعذيب نحو خمسة أشهر، من خلال احتجازها عارية، ووضع الهراوات في مؤخرتها، وخنقها بالمياه، وحرق أصابعها، ووضعها في صندوق يشبه التابوت لفترات طويلة حتى لا تتمكن من التحرك.