رئيس التحرير
عصام كامل

أنا مش متنمر!


أنا مش متنمر والله أنا مش متنمر والله، كانت هذه الجملة هي أول عبارة أطلقها المتهم بالاعتداء والتنمر على سيدة أمام ضابط المباحث، الذي أخذ ينظر للرجل بتعجب، وقال له بلغة آمرة: ماذا فعلت لها؟ معقول رجل في مثل سنك ومركزك يتنمر بامرأة!


وقف الرجل يتصبب عرقا من هول ما سمع، وأخذ يردد بصوت يملؤه الأسى والحزن: والله ما عملت لها حاجة، والله ما عملت لها حاجة، ثم أخذ" يحسبن" من الحسبنة، وهي احتساب الأجر عند الله، وليس الدعاء على أحد كما يظن الكثيرون، وبعدها بدأ "يحوقل" يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله" تم أخذ يقول: معقول يا جماعة اعمل كده في مراتي أم عيالي، وأخذ من جديد يردد الحسبنة والحوقلة.

في هذه اللحظة جاءت سيدة تصرخ وتولول، وحدث هرج ومرج داخل القسم، وسألت عن الضابط المسئول، وعندما سألها عن صفتها قالت إنها زوجة هذا الرجل المسكين المتهم بالتنمر، وأنكرت كل الاتهامات بحق زوجها ثم أخذت تسرد ما كان..

قالت السيدة زوجة الرجل المتهم بالتنمر: يا سعادة البيه زوجي كان يناغشني ويناكفني ودائما ما تحدث بيننا مثل هذه المناكفات فقد عاد من عمله ولم يجد طعاما، بينما كنت أنا أعد الطعام في المطبخ وطلبت منه بعض الأشياء كنوع من المساعدة إلا أنه استشاط غضبا، وأخذ يتوعدني بالويل والثبور وعظائم الأمور وهم بضربي، وهذه عادته منذ أن تزوجنا ورزقنا الله بالأولاد والبنات، ورضي كل منا بنصيبه والحمد لله، إلا أنه ذات مساء وبينما كنا كعادتنا نمارس طقوسنا اليومية أنا وزوجي من عناد واستكبار وزعيق والذي منه قام أحد أبنائنا وعلى سبيل التسلية بتسجيل هذا الموقف على تليفونه المحمول..

ولسوء حظ زوجي فقد نجلي هاتفه في إحدي وسائل المواصلات، بسبب شدة الزحام، ولم ندر إلا وأحد معارفنا يخبرنا بتداول هذا الفيديو على نطاق واسع، وأصبحنا محط اهتمام الجميع، وفوجئنا بالحديث عنا في وسائل التواصل الاجتماعي. بعدها فوجئنا بالشرطة تقبض على زوجي بتهمة التنمر، وها أنا أنكر هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.

هذا المشهد هو مشهد تخيلي لما يمكن أن يسببه الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي، وما يمكن أن تتسبب به من مشكلات وما قد تثيره من فتن، لذا لا بد من الحذر عند استخدام مثل هذه الصور الشائعة والتنبيه لخطورتها، فهي سلاح ذو حدين قد يذبح أضحية يتقرب بها إلى رب الناس، وقد يقتل أسر وعائلات من خلال نشر الشائعات وضرب الاستقرار.
الجريدة الرسمية