اشتباه
وقعت عائلتى فى هذا المأزق الصعب، حينما تشابه اسم أبي الثلاثي مع أحد الأشخاص الذى كان يمارس نشاطا تجاريا وأغلقه منذ عام ١٩٧٧، وفوجئت حال انهائي إجراءات إيقاف معاش أبي عقب وفاته من أحد البنوك الحكومية، بوجود حجز ضريبي موقع عليه بقيمة (٢٠٠ ألف جنيه).. نعم مئتا ألفا من الجنيهات من مأمورية ضرائب لا نعرفها، ومكان ربما لم يزره أبي من قبل مطلقا، عن نشاط مهنى لم يمارسه تماما!.
كان الاسم الثلاثي مطابقا، وعقدنا العزم على الذهاب إلى مأمورية الضرائب الموقع منها الحجز لدى البنك، ووجدنا الاسم الثلاثي كما هو، إلا أن أسماء الأبناء لآخرين غيرنا تماما، ما أوقعنا فى دهشة وحيرة، خاصة وأن أبي رحمه الله، كان يطلعنا على كافة أحواله صغيرة وكبيرة.
اصطحبنا شهادة وفاة أبي، وبطاقته الشخصية وشهادة ميلاده، وفتحنا ملف الحجز الضرائبي، ووجدنا النشاط لورشة نجارة، اسم صاحبها متطابق، ورقم البطاقة الشخصية المثبت فى أوراق الحجز كان لبطاقة قديمة (ورقية) من ذات الخمسة أرقام، وزاد الأمر صعوبة حينما تأكدت أن البنك قام بتوقيع الحجز بالاسم الثلاثي فقط، دون استيضاح أو استيفاء أى بيانات أخرى مثل الرقم القومى، أو بيانات شهادة ميلاد مدون بها اسم جدتى، وهو الفيصل فى مثل حالات التشابه.
اقرأ أيضا: فص ملح وداب !
أسقط فى يدينا وأدركنا دخولنا معركة إثبات الهوية، وأن هذا المحجوز عليه ليس والدي، خاصة وأن كل ما نملكه من أدلة، هو رقم بطاقة هذا الشخص، الورقية الصادرة فى عام ١٩٧٤. نقبنا فى الذاكرة وقد كان والدي يحتفظ بكافة أوراقه القديمة مهما قلت أهميتها، وفعلا عثرنا على بطاقته القديمة الصادرة في عام ١٩٦٩، والتى كانت هى الفيصل وطوق النجاة.
ملف ضريبي لا يوجد به سوى اسم ثلاثي، ورقم بطاقة قديم لصاحب نشاط مغلق، وعنوان تغيرت معالمه، وتلاشت وكانت، ولولا بطاقة أبي القديمة لدخلنا دائرة من البحث والتحري من أجل أثبات هوية هذا النجار.
واقرأ أيضا: الرصاصة
تشابه الأسماء يسبب الكثير من المشكلات بل والكوارث، التى لا تحل إلا بعد جهد ومشقة وبحث مضن، وقد لا تحل، وربما يورط بها أبرياء، نتيجة تشابه أسماؤهم الرباعية مع أسماء مطلوبين جنائيا أو ضريبيا.
ومن هنا أدعو لتوثيق بطاقة الرقم القومى، على أن تكون امتدادا لشهادة الميلاد الرقمية، يدون بها اسم الأم، والاسم الخامس والسادس للشخص ولقب عائلته، ما يحول دون وقوع هذا اللبس أو الاشتباه، وأعتقد أن وجود اسم الأم لا يشين في شيء، مع تدوين اسم صاحب البطاقة سداسيا مصحوبا بلقب العائلة، وهو أدعى للدقة وتمام التأكد من استهداف الشخص المطلوب تماما، دون سقوط ضحية لتشابه الأسماء، أتمنى الاستجابة من السادة أعضاء البرلمان والأجهزة التنفيذية لتعديل الأمر، فحتما سيفيد .