السيسى فى منتدى الشباب
الأبرز فى النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم الذى اختتم أعماله أمس بمدينة السلام (شرم الشيخ) كانت تصريحات الرئيس السيسى، سواء التى جاءت ضمن مداخلاته العديدة فى جلسات المنتدى المختلفة، او فى لقاءه مع عدد من الصحفيين والمراسلين الأجانب على هامش المنتدى او فى لقاءه مع مجموعة من الشباب المشاركين به.
فهذه التصريحات رغم الحرص الشديد فى صياغتها ومراعاتها الاعتبارات الدبلوماسية فانها اتسمت بالقوة والحزم وأيضاً الوضوح.. فقد حدد موقف مصر بجلاء لا لبس فيه تجاه سد النهضة الإثيوبى والمفاوضات الدائرة الآن حول تشغيله وملأه، وماذا ستفعل مصر إذا لم تسفر هذه المفاوضات عن نتائج مرضية لمصر وتراعى حقوقها فى مياه النيل.
اقرأ ايضا: من انت؟!
كما أوضحت تلك التصريحات الموقف المصرى تجاه أحاديث المصالحة مع قطر، وهو الموقف الذى ما زال هناك توافق عليه بين مصر والدول الخليجية الثلاث المشاركة فى مقاطعة قطر، ولم يحدث تغير بصدده.. كذلك أوضحت تلك التصريحات بجلاء ماذا ستفعل مصر تجاه ما يحدث فى ليبيا ويلحق الضرر بالأمن القومى المصرى، بعد ارتماء السراج رئيس ما يسمى المجلس الرئاسى الليبى فى أحضان تركيا، بعد أن صار أسيرا للمليشيات الإرهابية المسلحة الليبية.
وكل هذه التصريحات رغم أنها تتناول قضايا مختلفة، إلا أنه يجمع بينها أمر واحد وهو الأمن القومى المصرى، الذى يهدده ما يحدث فى ليبيا والأطماع التركية فيها وفى غاز شرق المتوسط، وتتورط قطر اأيضا فى تهديده بما تقدمه من دعم لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولى، فضلا عن تحالفاتها مع قوى إقليمية لها أطماعها فى منطقتنا العربية، مثل تركيا وإيران، كما يهدد الأمن القومى المصرى أيضا عدم التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة أو سعى إثيوبيا إلى فرض الأمر الواقع بخصوص تشغيله.
واقرأ أيضا: اردوغان يتراجع.. وحفتر يتقدم!
وقد كانت رسالة الرئيس السيسى لجميع الذين تورطوا فى تهديد الأمن القومى المصرى، بدءا من السراج وحتى أردوغان، أن مصر سوف تدافع بقوة عن أمنها القومى لحمايته، وأنها رغم رغبتها فى أن يسود السلام والاستقرار منطقتنا ولكنها سوف تتصدى بحزم لمن يهددونه.. وهنا لا يجب أن نتجاهل قول الرئيس السيسى الذى بدا عفويا، والذى أكد فيه أنه إنسان مسالم ولكنه سوف يقاتل بشراسة إذا فرض عليه القتال.
