الصرامة عن "ليبيا" والتفاؤل مع "إثيوببا".. فروق تصريحات الرئيس!
يظهر الرئيس الفرق بين مصطلحين شهيرين في العلاقات الدولية خصوصا في أوقات التوتر، وهما الصراع والنزاع.. والكثيرون يخلطون بينهما.. إنما الصراع هو خلاف جذري قد ينتهي بنهاية أحد أطرافه وتستخدم فيه القوة غالبا.. أما النزاع فيكون أقل في الدرجة وهو خلاف ثانوي يقبل الحلول بالتفاهم والحوار وبغير أي لجوء للقوة..
عن إثيوبيا يتجاوز الرئيس عن تصريحات قيلت وصيغت بشكل خاطئ.. وعن إجراءات أيضا خاطئة ويمتص سؤال عن الأزمة ويحولها إلي دعوة جديدة للتعاون، وفق الرؤية المصرية الأولي للخلاف، المتطلعة لتحويل الأزمة إلي تعاون في الكهرباء والري والزراعة والبيئة، وإدراك القيادة المصرية أن الأزمة تحتاج سياسة النفس الطويل وأن أفق الحل قائمة وموجودة!
اقرأ ايضا: حرب الرئيس
عن ليبيا الأمر مختلف.. ليس لاعتبارات الأمن القومي.. فالأزمة في إثيوبيا تخص الأمن القومي، وواحدة من بين أربع محددات للأمن القومي وضعت واستقرت منذ ثورة أبناء الجيش العظيم في يوليو ٥٢، ولكن سبب الاختلاف في تصريحات ليبيا أنها تخص معركة ممتدة مع الإرهاب.. لا أفق للصلح أو للاتفاق أو للتفاهم أو للمساومة فيها..
فأي اتفاق أو تفاهم في السياسة يعني الرضا ببعض أفعال الطرف الآخر مع تنازلات مقبولة يمكن تحملها، وكلا الأمرين لا وجود لهما في صراع حقيقي وجذري مع إرهاب غير مسموح بوجوده، لا في بلادنا ولا علي حدودنا ولا بالقرب من حدودنا ولا ما يمكن أن يصل إلي حدودنا !
اقرأ ايضا: استرداد أفريقيا مستمر والأمن القومي لا يقبل القسمة!
بعض القضايا الدولية لا تقبل الهزار.. تقبل الصبر أحيانا.. تقبل انتظار تفاعلات عديدة ربما تؤدي إلي الهدف دون تدخل.. لكن عند الضرورة.. وعند الجد.. وفي اللحظة الحرجة.. تكون التصريحات كما قال الرئيس.. صريحة وواضحة وقاطعة وحاسمة: ندعم الجيش الليبي ولن نتركه ولن نترك ليبيا! التصريحات جادة للغاية.. من يريد التأكد فليجرب.. أهلا بالمعارك.