أردوغان على الحدود.. الهلاك في انتظارك
ما الذي يأتي بتركيا آلاف الكيلومترات إلى ليبيا؟ وهل ليبيا مثل سوريا أو مثل العراق؟ كيف تجرأ رجب طيب أردوغان وأعلن دعمه لحكومة السراج، بكل ما تحمل من أوزار دعم الإرهاب والتعاون مع الميليشيات المسلحة التي تقودها عناصر مطلوبة دوليا ومحليا في الداخل الليبي؟ ولماذا يضحي فائز السراج باستقلال بلاده ويسلمها تسليم أهالي للأغا التركي، وهو يعلم تمام العلم أن محيطه الإقليمي والدولي يرفض ذلك وسيقاومه بالقوة إن لزم الأمر؟
مربط الفرس في انهيار الإخوان ومشروعهم بمصر هو المحرك الأساسي للأغا التركي الذي كاد يقترب من تحقيق الحلم الإخواني الدولي بوصول الإخوان إلى قصر الحكم المصري، وربما كان انهيار الداخل التركي دافعا للمغامرة والمجيي إلى حدود يتمني أن يمارس فيها دور الشوكة، ليعبث بأمن مصر وشعبها وجيشها، وربما كان فقدان الليرة التركية لجزء كبير من قيمتها ضرورة ملحة للبحث في دفاتره القديمة، والعقود التي وقعتها تركيا مع ليبيا منذ عام ٢٠١٠م.
لتركيا حدود مع سوريا، ولها حدود مع العراق، وتحرك قوات أردوغان هناك ربما يكون له من الوجاهة ما يجعله مقبولا للداخل التركي، أو كما قال الرئيس الأمريكي إن لتركيا مخاوف في سوريا، أما ليبيا فليس لديها هذه الحدود ولا المخاوف، سفن الأسلحة التركية التي أحبطها الجيش الوطني الليبي ليست إلا لغزا دوليا لا يجد تفسيرا من القوى العظمى التي قررت منع دخول السلاح إلى ليبيا، ومنعه على الجيش الوطنى نفسه الذي يخوض حربا ضد الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
واقرأ أيضا: المؤامرة الوطنية الكبرى!
ليس مهما استقرار ليبيا، فالأهم هو البقاء الإخوانى على الأرض الليبية، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى هز استقرار الشمال الأفريقي كله ، ثم المبادأة بهجوم آخر على بقية العالم العربى الذي وقف إلى جانب الشعب المصرى، عندما نفض عنه غبار الجماعة بكل ما كانت تحمل من مشروع تغريبي، الجيش الوطني الليبي يقف بالمرصاد هذه المرة للنمو السرطاني القادم على أعتاب خيانة السراج وضلالات أردوغان، ولن يكون مقبولا لمصر ولا لتونس أن يعيد أردوغان مشروع الإخوان، ليبتلع الدولة الوطنية بعد فشله في السيطرة على القاهرة، أو تونس، أو حتى الخرطوم، خاصة مع انهياره في الداخل التركي وانتخابات إسطنبول هي المثال الصارخ.
واقرأ أيضا: فوضى ليبيا.. خطر يهددنا
يتصور أردوغان أنه أصبح باتفاقيته الأمنية مع العميل الإخواني فائز السراج على مقربة من الحدود المصرية، دون أن يعى أن وجوده لن يتحقق وإن تحقق فلن يكون سوى المستنقع الذي ينتهي فيه حلمه وحلم جماعته إلى الأبد، مصر دولة قوية لديها جيشها، وقبل الجيش لديها شعب أكثر وعيا.. شعب قاد الأمة للخلاص من كابوس الجماعة الإرهابية التي ينتمى إليها أردوغان.. شعب قادر على المواجهة وتحقيق النصر.. شعب سيرحب بالأتراك على طريقته الخاصة التي يعرفها التاريخ منذ عصر محمد علي وقبله بعصور سحيقة!!