في ضرورة التوعية على كراهية الفساد!
مطلوب من المؤسسة الدينية أزهر وكنيسة وإعلاما وأحزابا وأجهزة الثقافة والتعليم والشباب، جهودا جماعية لتوعية دينية مستنيرة للأجيال الجديدة وتنشئتها منذ الصغر على كراهية الفساد، ورفض التجاوز وإيقاظ الوازع الديني لديهم، وتربيتهم أسريا ومدرسيا على مبدأ أصيل وهو "من غشنا فليس منا”..
باختصار مطلوب حملة قومية منظمة ضد الفساد والإهمال تحذر من مخاطره وآثامه، وتعيد التذكير بالقيم الأخلاقية الواجبة مثل النزاهة والعفة والأمانة والصدق وحرمة المال العام . وهي القيم التي تعلمناها على أيدي من سبقونا في الزمن الجميل.
المبادرة بإطلاق شرارة الحملة التوعوية بمخاطر الفساد والإهمال والانفجار السكاني والإرهاب هي مهمة الحكومة بالدرجة الأولى، والمجتمع المدني مطالب هو الآخر بالتقاط أطراف الخيط لأداء ما يخصه في تلك المهمة.. فرباعية الخطر هذه إذا تركت بلا مواجهة حاسمة سوف تلتهم كل جهود التنمية وتعيق أي خطوة نحو التقدم.
وعلى مؤسسات الدولة أن تقدم من نفسها القدوة في ترشيد الإنفاق وحسن إدارة الموارد ونشر المعلومات الخاصة بالنظم والقوانين والقرارات، والإسراع بمساءلة المتراخين في الأداء من موظفيها والمقصرين في الحفاظ على المال العام، وتنفيذ إستراتيجية الدولة..
مطلوب منظومة متناسقة ومتكاملة من العمل الجماعي، تبدأ بالحكومة حتى تصل لكل فرد في المجتمع.. وليكن شعارها "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".. فالفساد آلة تلتهم عوائد المشروعات والإنجازات أيا ما يكن حجمها.. ولا يستصغر أحد ما قد يقع منه أو من غيره من سلوكيات سلبية يراها تافهة وهي عظيمة الضرر والأثر..
فإغراق الشوارع وغسل الأرصفة والسيارات بمياه الشرب النظيفة، وترك الصنابير التالفة تسرب المياه ليل نهار، وتهدر ما يتراوح بين 20 و 30% من حجم الفاقد في المياه سنوياً في وقت نعاني فيه شحا مائيا، وسرقة صناديق جمع القمامة من الشوارع أو بالوعات المجاري وما أكثر ضحاياها.. وترك الحفر والمطبات العشوائية بلا علاج .. كل ذلك فساد عظيم حذرنا منه الشرع الحنيف وتأباه الفطرة السليمة والذوق الحضاري.
الدولة جادة في الإصلاح الشامل.. بدأت بملفات التعليم والصحة والإعلام والثقافة وإفساح المجال أمام التعليم الفني لتوفير عمالة مدربة للمصانع وتأهيل العنصر البشري بأسلوب علمي يستلهم روح العصر، ويواكب حركة التقدم وحاجتنا لتعويض ما فاتنا وهو بالفعل عظيم.. والأهم هو مواجهة رباعية الخطر حتى تكتمل الصورة وتزدهر مصرنا الجديدة.