السر في الجدية!
لسنا نحتاج لإجهاد أنفسنا بحثا عن سبب تألق منتخبنا الأوليمبي من الشباب الذي نجح في الوصول إلى أولمبياد "طوكيو" أمس، بعد الفوز على منتخب "جنوب أفريقيا" بثلاثة أهداف نظيفة، ليسجل الفوز الرابع له على التوالي، والذي نأمل أن يكمله بفوز خامس على منتخب "كوت ديفوار" ليحرز بطولة أفريقيا للشباب، التي خذلنا منتخبنا الأول قبل شهور قليلة في تحقيق بطولة أفريقيا للكبار..
فإن السبب الأول والأساسي والأهم أن هذا الفريق بلاعبيه وقبلهم مديرهم الفنى ومساعدوه فنيا وإداريا أخذوا أمر هذه البطولة بكل الجدية، وكان من الطبيعى والمنطقى أن يحصلوا على ثمار هذه الجدية في نهاية المطاف.. ولعل هذا أيضا هو سر إعجاب الجماهير بهم والتفافهم حولهم، وأيضًا في المقابل سر غضب الجماهير من منتخبنا الأول الذي يخوض مبارياته منذ منافسات كأس العالم في "موسكو" بلا جدية.
الجدية هي سبب نجاح كل عمل وأى جهد، حتى فى المنافسات الرياضية.. وهذا للأسف ما نفتقده في العديد من أعمالنا.. الجدية هي سبب نجاح إنجاز المشروعات القومية التي قمنا بها.. وافتقاد هذه الجدية هو سبب إخفاق تطوير الجهاز الإداري للدولة حتى الآن وسوء أداء العديد من الخدمات الحكومية، وسبب عدم نجاحنا في تطهير أسواقنا من الاحتكارات التي تشعل في الأسعار النيران، وأيضًا سبب عدم تخلصنا من التطرّف الدينى الذي يخلق لنا وحوشا آدمية تنطلق تدمر وتخرب وتفجر وتقتل.
لقد قدم لنا شباب منتخبنا الأوليمبي خارطة الطريق التي يتعين أن نسلكها، كبارا وصغارا إذا كنّا نبغى أن ننهض ببلادنا في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وعنوان هذه الخارطة هو الجدية.. بالجدية سوف نتخلص من كل مشاكلنا وننهض ببلادنا.