رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا رفضت تركيا منح قيادات إخوانية جنسيتها وطالبت بترحيلهم خارج البلاد ؟.. عملية التجنيس لا تعني فتح الباب على مصراعيه.. الولاء التام لأردوغان شرط أساسي.. وباحث: لا مكان في الخلافة لعضو متمرد

شعار الاخوان
شعار الاخوان

لا يؤمن الإخواني حتى لو كان أردوغانيا يرفع لواء العلمانية، بالتعدد، أو حرية إبداء الرأي، أو حق الآخر في ‏اعتناق ما يشاء من أفكار، إما أن يكون في خدمة الفكرة الإخوانية على الطريقة التركية والقائمين عليها، أو يطرد من رحمتهم للأبد، ‏هكذا يمكن قراءة رفض تركيا منح الجنسية للعديد من القيادات، التي لا تدين بالولاء الكامل لها، وتملك علاقات ‏متشعبة، مع أنظمة سياسية، وأجهزة أمنية بعيدة عن مخالبها. ‏


باحث: قطر تمارس التنكيل ونشر الفوضى والإرهاب في الدول العربية

قوانين التجنيس
الخبر أذاعته، شبكة 24 التي تولى الأفكار الأصولية اهتمامًا كبيرًا، وعلى رأسهم الإخوان، ونسبته إلى مصادر خاصة بها داخل التنظيم، ‏أكدت لها، أن عملية التجنيس الدائرة حاليًا في تركيا، لا تعني فتح الباب على مصراعية، بل تخضع لشروط صارمة، ‏أهمها الولاء الكامل لتركيا، أو بشكل أوضح القيادة الحالية لها، متمثلة في أردوغان، ونظامه الإخواني. ‏

كانت تركيا منحت جنسيتها، وبأسماء عثمانية، لعناصر الإخوان الهاربة على أراضيها، للهروب من ضغوط ‏الإنتربول، وحتى تضمن السيطرة على القيادات الفاعلة في التنظيم الدولي، وتضعهم تحت سيطرتها ‏بالكامل، وهو ما يفسر تجنيد الجماعة لصالح الساسة التركية، حيث أصبحت الفضائيات الإخوانية، أبواقا ‏داعمة بتطرف لأردوغان، وأداة تشويه لكل معارضيه داخل وخارج البلاد. ‏

ولكن هذا الولاء الإخواني، لم يمنع نظام أردوغان، من إجراء تحريات أمنية دقيقة عن جميع أعضائها، وفرض رقابة قاسية عليهم، للتأكد من ولائهم له، وكشفت تحرياته، عن تواصل نحو 22 ‏قياديًا إخوانيًا مع بلدان غربية، وأجهزة أمنية بها، دون إبلاغ المخابرات التركية بذلك، ما يثير الريبة في قاعدة الولاء التي يعتمدها النظام التركي، كمنفذ للحصول على المغانم التركية.

فضح المتمردين
على الفور، رفعت الأجهزة التركية الموالية لأردوغان تقريرًا رسميًا، قُدمت ‏صورة منه للجماعة، التي أبلغت في الوقت نفسه، بضرورة رفض منح هذه العناصر أية صفة أو جنسية تركية ‏لخطورتهم على الأمن العام التركي، وطالبتهم بضرورة مغادرة أراضيها، وبدأوا بالفعل في مغادرة البلاد، ويتوقع ‏أن يفضحهم التنظيم، ويسرب أسمائهم للصحف خلال الأيام القادمة، حتى يكونوا عبرة لمن يتمرد على النظام الإخواني الصارم لأتباع الجماعة في المهجر، وخاصة تركيا.

حسن محلي، الكاتب والباحث، يرى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو الوحيد من بين أقرانه في الشرق والغرب، الذي يحمل راية الإسلاميين، ويصر على حمايتهم، لافتا إلى أنه يتبنى كل حركات الإسلام السياسي عربيًا وعالميًا، ولكن بشروط محددة.

وأوضح محلي، أن مدينة إسطنبول، تستضيف أسبوعيًا العديد من الفعاليات الإقليمية والدولية بعناوينها الإسلامية المختلفة، كما تأوي قيادات وممثلي كل هذه الحركات الإسلامية.

وأشار الباحث، إلى أن أردوغان، يستغل هذه التناقضات بانعكاساتها وتفاعلاتها الإقليمية والدولية، في محاولة منه لزعامة الإسلام السياسي، ظنا منه أنه وريث الإمبراطورية العثمانية، وحتى يحدث ذلك يجب أن يضمن ولاء الجميع، وإلا لن يكون مكان داخل الخلافة المنتظرة للعضو المتمرد، الذي لا يقدم الولاء الكامل للخليفة.
الجريدة الرسمية