حتى لا يأتي يوم لا ينفع الندم!
لماذا يغض مجلس الأمن الطرف عما تفعله دول مارقة تمول الإرهاب وتشجعه، أمثال قطر وتركيا وإيران، وتسعى- مدعومة من إسرائيل وبعض دول الغرب- لتقسيم دول العرب وتمزيقها على أسس عرقية ومذهبية، والزج بها في أتون الحروب الأهلية التي بسببها تضيع دول على أيدي أبنائها، وتتشرد شعوب تنفيذًا لمخطط أثيم لا يتورع قادة الغرب وإسرائيل عن المجاهرة به في ظل التدهور الذي لحق ببنية النظام العربي.
إن إصلاح النظام الدولي واستعادة هيبته ومصداقيته لن يمر إلا عبر إصلاح مجلس الأمن وتوسيع عضويته وكسر احتكار دول بعينها للقوة..أما الجامعة العربية التي يراها البعض قد ماتت إكلينيكيًا بغزو العراق للكويت ثم ضرب الأولى وغزوها على يد أمريكا ومن بعدها ليبيا ثم سوريا وهو ما يجعلها أشد حاجة للإنقاذ والإصلاح الذي تأخر كثيرًا كثيرًا..فكيف يمكن للعرب أن يطالبوا أثناء قممهم المتعاقبة بإصلاح المنظومة الدولية بينما جامعتهم العربية أولى بذلك الإصلاح وأكثر احتياجًا إليه؟!
يا سادة كيف تنصلح أحوال أمتنا وشعوبنا لا تزال في حاجة ماسة لتنميتها معرفيًا وصحيًا وبناء قدراتها حتى تصبح مؤهلة للدخول في المنافسة الضارية والانخراط فعليًا في الإنتاج العلمي والصناعي والغذائي والدوائي وغيرها من مجالات الحياة..فمن دون ذلك لا يمكننا مجابهة أطماع الكبار ولا صد تحالفاتهم ومؤامرات البعض التي لم تعد خافية على أحد.
حاجتنا شديدة إلى اقتصاد عربي قوي يقوم على التكامل، وقوة عسكرية عربية مشتركة قادرة على ردع محاولات التدخل في شئوننا الداخلية وإشعال دولنا بالفتن والوقيعة بين مكوناتها.
النظام العالمي الجديد لا يأبه بغير القوة، بل إن ثمة بلطجة سياسية تمارسها أطراف عديدة لا تزال تعربد في عالمنا العربي بلا رادع.. لا لشيء إلا لتفرقنا وانقسامنا.. وقد آن الأوان لرأب الصدع واستعادة وحدة الصف وكفانا ما أضعناه في معارك كلامية وفرت للدعاية الصهيونية مليارات الدولارات كانت سوف تنفقها للتفريق بيننا، لكننا تفرقنا بأيدينا، وأزهقنا أرواح الآلاف من العرب وشردنا آلافًا آخرين وهدمنا آلاف البيوت.. وأنفقنا المليارات على شراء سلاح يقاتل به بعضنا بعضًا بدلا من إنفاقها على تنمية الإنسان العربي وتعليمه وصحته وتدريبه، والنهوض بالبيئة وتنمية الموارد..
لاسيما المياه التي نعاني شحًا كبيرًا فيها، يضعنا في دائرة الفقر المائي قياسًا بالمعدلات العالمية.. فمتى نفيق يا عرب.. الفرصة لا تزال موجودة.. فقط تحتاج منا إعادة ترتيب الأوراق وإعلاء المصالح العليا للشعوب العربية فوق الخلافات والانقسامات.. حتى لا يأتي يوم نقول فيه.. أكلت يوم أكل الثور الأبيض!!