الذكرى الثانية لشهداء الواحات.. القبض على العشماوي وإحالة المسماري للمفتي.. القضاء على باقي عناصر الخلية.. دماؤهم أنقذت الوطن من عمليات إرهابية.. وأسرهم وأصدقاؤهم يحتفون بذكراهم (فيديو وصور)
عامان مرا على ذكرى رحيل 16 من أبطال الوطن الذين سطروا ملحمة بطولية في مواجهة الإرهاب الغاشم في صحراء الواحات بنطاق محافظة الجيزة، حيث استشهد 16 من رجال الشرطة وأصيب آخرون واختطف النقيب محمد الحايس معاون قسم أكتوبر آنذاك، حيث جاءت تضحياتهم، إنقاذًا للبلاد من تنفيذ سلسلة عمليات إرهابية فضلا عن تأسيس معسكر للإرهابين لتكون بؤرة داخل البلاد.
ساعات قليلة وكان الرد حاسما من وزارة الداخلية والقوات المسلحة حيث تم تحرير الضابط المختطف وقتل عدد من العناصر الإرهابية وضبط الإرهابي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري ليبي الجنسية المتورط في حادث الواحات وآخرين.
مر العامين على رحيل الشهداء إلا أن ذكرهم مازالت محفورة في وجدان أسرهم وأصدقائهم والمواطنين، واحتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعى بهم بنشر صورهم وآخر كلماتهم قبل الشهادة، ليشدوا من أزر أسرهم، مؤكدين أن زملاءهم يستكملون مسيرة الأبطال في اقتلاع جذور الإرهاب الغاشم لحماية الوطن ومقدراته من كل من تسول له نفسه النيل منه.
وخلال هذا الشهر وقبل مرور ذكرى الشهداء، أصدرت محكمة جنايات غرب العسكرية المنعقدة، حكما على المتهم عبد الرحيم المسماري بإحالة أوراقه للمفتي لتورطه مع 43 متهمًا محبوسين، واثنين هاربين في حادث الواحات الإرهابي الذي استشهد فيه 16 من قوات الأمن، وأصيب 13 آخرون، في 20 أكتوبر 2017 بمنطقة صحراوية في الكيلو 135 طريق الواحات البحرية بعمق كبير داخل الصحراء يصل إلى 35 كيلومترا.
واعترف الإرهابي الليبي الجنسية، أن الإرهابي المصري عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد الذي قتل في قصف جوي لبؤرة الواحات هو قائد العمليات الإرهابية داخل الأراضي المصرية، موضحًا أنه تدرب مع ضباط مفصولين على استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات، وأنه تسلل هو وآخرون للبلاد من أجل تأسيس معسكر تدريبي بالمنطقة الصحراوية بالواحات، كنواة لتنظيم إرهابي تمهيدًا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة، تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية في إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد.
وكشفت التحقيقات أن المتهم الرئيسى في حادث الواحات الإرهابية القيادى المسماري "ليبى الجنسية" تدرب وعمل تحت قيادة الإرهابي المصرى المتوفى عماد الدين أحمد، وشارك في العملية الإرهابية التي استهدفت رجال الشرطة بالواحات، واختطاف النقيب محمد الحايس.
وفى سياق آخر، تسلمت مصر خلال شهر مايو الماضي من الجيش الوطني الليبي الإرهابى هشام عشماوي المطلوب في قضايا إرهابية من بينها حادث الواحات، وقامت المخابرات العامة المصرية بتسلم الإرهابي، وذلك خلال زيارة الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
"الصيد الثمين" في قبضة مصر.. القصة الكاملة للإرهابي هشام عشماوي
في سياق متصل، قال علاء محمد الحايس والد النقيب محمد الحايس، «اختطاف ابني البطل النقيب محمد الحايس وإصابته إصابة بالغة نعيش في آثارها حتى اليوم.. ويشاء السميع العليم أن يرزقه الخالق بمولودة جميلة سيلين محمد الحايس جاءت في نفس اليوم من أجل محو التاريخ المؤلم من ذاكرتنا».
من جانبه قال نور نجل الشهيد عميد «امتياز كامل»، أنه لم يعرف باستشهاد والده إلا بعد الحادث بيوم، برغم علمه باستشهاد النقيب "إسلام مشهور" الذي كان برفقة والده في الدورية، مضيفًا: «كنت كل ما أسأل حد عنه يقولي إنه بخير، ورحت زرته في مستشفى الشرطة بالعجوزة وبلغوني إنه كويس، وتاني يوم صحيت على مكالمة تفيد باستشهاد والدي».
والد الشهيد إسلام مشهور: «الثأر من الخونة أثلج صدري»
وأكمل: "والدي اتصل بيا قبل استشهاده بيوم، وقالي اتصل بيا بكرة اتطمن عليا، ودي كان أول مرة في حياته يقولي الكلام ده، مؤكدًا أن قلبه اطمأن حينما سمع خبر القبض على هشام عشماوي المتسبب الرئيسي في الحادث وباقى أعضاء التنظيم، مشيرا إلى أن الفرحة الكبيرة والانتصار بعد ما الإرهاب ينتهي من مصر خالص.
«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا».. الذكرى الأولى لشهداء الواحات
وتواصل أجهزة وزارة الداخلية جهودها لاقتلاع جذور الإرهاب في كافة ربوع البلاد بالاشتراك مع أبطال القوات المسلحة، ونجح قطاع الأمن الوطنى خلال الفترة الماضية من القضاء على عدد من العناصر الإرهابية وإجهاض العديد من المخططات التنظيمية والعمليات التخريبية.