رئيس التحرير
عصام كامل

«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا».. الذكرى الأولى لشهداء الواحات.. دماء طاهرة أنقذت مصر.. عاشوا بأخلاق الفرسان.. وأسرهم تستعيد بطولاتهم بعد عام على الرحيل

فيتو

سطر رجال الشرطة المصرية في مثل هذا اليوم من العام الماضى، بدمائهم على رمال أرض الوطن، فصلا جديدا من فصول التضحيات في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، في مواجهة عنيفة مع عناصر التنظيمات الإرهابية شديدة الخطورة، في صحراء منطقة الواحات بالكيلو 135، بمحافظة الجيزة.


وجميع الجنود والضباط في مختلف القطاعات، أكدوا أن معركتهم مع الإرهاب الأسود مستمرة، ولن تنتهى إلا بدحر قوى الشر التي تتربص بالبلاد، مؤكدين استعدادهم لتقديم المزيد من التضحيات من أجل سلامة الوطن، وفداء للمصريين.

"الشهداء كانوا من خيرة رجال الشرطة ويتمتعون بحسن الخلق والمحبة من كافة زملائهم والذين تعاملوا معهم"... ويضيف عدد من زملاء الشهداء: "هم الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعًا عن المواطنين إن ذلك لن يزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالى".



وسجل الشهداء بطولاتهم بأحرف من نور وسالت دماؤهم على الأرض الطاهرة لاقتلاع جذور الإرهاب الأسود، الذين حاولوا تأسيس معسكر تدريب لعناصرها في منطقة الواحات، إلا أن معلومات وردت لقطاع الأمن الوطنى حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق بالعمق الصحراوى بالكيلو 135 بطريق "أكتوبر - الواحات" بمحافظة الجيزة مكانًا للاختباء والتدريب وتأسيس ولاية لهم للقيام بعمليات إرهابية ضد الدولة.. خرجت مأمورية أمنية من خيرة رجال الشرطة لتعقبهم وملاحقتهم، وعند اقتراب المأمورية من منطقة تواجد العناصر الإرهابية أطلقوا أعيرة نارية مستخدمين أسلحة ثقيلة، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد:

(العميد امتياز إسحاق محمد كامل، والمقدم أحمد فايز إبراهيم عبد الحافظ، والمقدم أحمد جاد الله جميل يوسف، والمقدم محمد وحيد مصيحلى، والرئد محمد عبد الفتاح سليمان عبد الحافظ، والرائد أحمد عبد الباسط محمد أحمد، والنقيب كريم محمد أسامة فرحات، والنقيب أحمد طارق أحمد زيدان، والنقيب إسلام محمد حلمى على مشهور، والنقيب عمرو صلاح الدين محمد عفيفى، والنقيب أحمد حافظ أبو شوشة، ورقيب شرطة أنور محمد الدبركى، ومجند بطرس سليمان مسعود، ومجند محمود ناصر رجب، ومجند حسن زين العابدين محمد، المجند عمر فرغلى أحمد).

واختطفوا النقيب محمد الحايس معاون مباحث قسم شرطة أكتوبر الذي حررته القوات الجوية في وقت لاحق.



العزاء
وتقيم اليوم الأحد أسر شهداء الواحات الذكرى السنوية بمسجد المشير طنطاوى تخليدا لبطولات ذويهم في محاربة الإرهاب الأسود الذين حاولوا زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى بالبلاد، ويشارك في العزاء أصدقاء الشهداء وعدد من مساعدى الوزير والضباط من مختلف القطاعات.

وفى هذا الصدد اتخذت الأجهزة الأمنية التدابير الأمنية لتأمين المنطقة مع تعيين الخدمات المرورية والأمنية لملاحظة.


خبراء أمنيون
اللواء عادل عبد العظيم مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد الأسبق، أكد أن دماء شهداء الواحات أنقذت البلاد من أكبر مخطط إرهابي لاستهداف مناطق شديد الحيوية والأهمية بالنسبة للدولة المصرية، وذلك وفقا لمعلومات دقيقة ومؤكدة.

ويقول اللواء محسن حفظى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة الأسبق، "ما قدمه شهداء ومصابو الشرطة في حادث الواحات من تضحيات نابعة من يقين راسخ بسمو رسالة الأمن وقدر التضحية لأجل الوطن، موضحا أن رسالة الشرطة النبيلة أمانة في عنق رجالها الذين عاهدوا الله على تحمل المسئولية لتحقيق الأمن والاستقرار مهما كلفهم من تضحيات لحماية أبناء الوطن".


والد الشهيد
وقال حافظ شوشة والد الشهيد نقيب أحمد شوشة، إنه سوف يأخذ غدا الأحد العزاء في شهداء الواحات وجميع شهداء الأبطال الذين سقطوا في محاربة الإرهاب الأسود، مضيفا أن الأبطال أنقذوا مصر من مخطط كان يستهدف 30 ألف مواطن بالقاهرة والجيزة كانوا سيقعون ضحايا لعمليات إرهابية خسيسة.


وقالت سوزان والدة الشهيد النقيب إسلام محمد حلمى على مشهور، إن الشهيد هو أصغر أبنائها الملتحقين بكلية الشرطة، وإن له 4 أشقاء في العمليات الخاصة، وإنه كان خاطب وبيجهز عش الزوجية قبل استشهاده.



حكاية شهيد
وشارك الشهيد عمرو صلاح قبل حادث الواحات بعدة أشهر في فيلم «الخلية» الذي قام ببطولته النجم أحمد عز، وجسد خلاله دور ضابط في العمليات الخاصة حيث ظهر عمرو في عدد من المشاهد.

وأكدت أسرته بأنه تمنى الشهادة قبل الحادث بـ 48 ساعة فقط، وقد نالها، واستشهد أثناء الدفاع عن وطنه من الإرهاب الغاشم، حيث التحق بقطاع العمليات الخاصة منذ تخرجه حتى استشهاده.

وقال صلاح عفيفى والد الشهيد عمر صلاح، ضابط العمليات الخاصة، إنه لو الزمن عاد مرة أخرى بنجله لدخله كلية الشرطة للانضمام إلى أبناء الوطن في القضاء على قوى الإرهاب، وسنقيم الذكرى السنوية اليوم الأحد، بمسجد المشير طنطاوى، حيث أثلج صدورنا حلول الذكرى وسبقها بأيام القبض على الإرهابى هشام العشماوى الذي تسبب في استشهاد العديد من رجال الشرطة غدرًا في  العمليات الإرهابية.



أسد الصحراء
شارك الشهيد النقيب أحمد شوشة، في العديد من العمليات الخاصة بإتقان حتى نال شهادة الزملاء والرؤساء ولقب "بأسد الصحراء»، فرغم صغر سنه شارك في القبض على العديد من الإرهابيين.

وقال والد الشهيد، إنه ورث عن جده جينات المقاومة الشعبية الذي كان بطل المقاومة في مدينة السويس ضد الإسرائيليين فحاربهم وانتصر.. وابنى حارب الإرهاب واستشهد وهذه هي العلاقة بين الشهيد أحمد وجده المبنية على الثقة والتقدير والفداء، مؤكدا "أنه زرع في ابنه حلم الالتحاق بكلية الشرطة الذي لم أستطع أنا تحقيقه".


بنى مسجدًا لوالده
كان الشهيد المقدم أحمد جاد جميل، محبوبا وسط أقاربه وأهل منطقته في الجيزة، وإنه بنى مسجدا في مرسي مطروح كصدقة جارية على روح والده.

الجريدة الرسمية