رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قائد القوات البحرية: نمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصر

فيتو

  • إنشاء قواعد جديدة لاستيعاب أكبر عدد من القطع البحرية وتوفير قواعد لوجستية ومناطق ارتكاز
  • نشارك في الحرب على الإرهاب في سيناء لمنع هروب العناصر المتطرفة من البحر
  • الصاعقة البحرية تشارك في المداهمات على طول خط الساحل
  • لدينا 4 وحدات لتأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب ضمن عملية «إعادة الأمل»
  • نؤمن أكثر من 45 مليون طن من البترول الخام وحراسة أكثر من 450 سفينة


بعد أشهر قليلة من نكسة 1967، وتحديدًا في 21 أكتوبر من العام ذاته، صدرت تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت، وهى المدمرة «إيلات» التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحرى، لكن أبطال البحرية المصرية لقنوهم درسا لن ينساه التاريخ العسكري، ليصبح يوم 21 أكتوبر عيدًا سنويًا للقوات البحرية المصرية، وتزامنًا مع الذكرى 52 لتدمير «إيلات» التقت «فيتو» الفريق أحمد خالد حسن سعيد قائد القوات البحرية، الذي تحدث عن بطولات القوات البحرية على مدار السنوات الطويلة الماضية، سواء في أثناء حرب الاستنزاف أو معارك «أكتوبر المجيدة»، وتحدث أيضا عن آخر تطورات وتحديث أسلحة القوات البحرية وأهم التحديات التي تواجه القوات البحرية وعن الأوضاع الراهنة في المنطقة، كما ألقى الضوء على الدور الذي تلعبه القوات البحرية في المعركة التي تقودها القوات المسلحة المصرية ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء، إلى جانب مشاركتها في حماية الأمن القومى المصرى.. وكان الحوار التالى:

تاريخ القوات البحرية يضم سجلا وافرا من التضحيات والبطولات.. في هذا السياق هل يمكن أن تحدثنا عن أسباب اختيار 21 أكتوبر عيدًا لقواتنا البحرية؟
21 أكتوبر عام 1967 يعتبر يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة، ليس للقوات البحرية فقط، ولكن للقوات المسلحة ككل وكسر صلف وغرور العدو، حيث نفذت القوات البحرية أول عمل عسكري مصرى، بعد نكسة 1967 يعتبر معجزة عسكرية بجميع المقاييس في ذلك الوقت، إذ تم فيه تنفيذ هجمة بعدد (2) لنش صواريخ من قوة قاعدة بورسعيد البحرية، باستخدام الصواريخ البحرية (سطح/سطح) على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت، وهى المدمرة (إيلات) التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري، ونجحت البحرية المصرية في إغراقها، ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم في تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم، مما أدى إلى تغير في الفكر الإستراتيجي العالمي، وبناءً على هذا الحدث التاريخى تم اختيار 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية.

طوال السنوات الماضية حرصت مصر على تطوير قدراتها العسكرية وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية، هل تم التعاقد على أنظمة جديدة للقوات البحرية؟ وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية في البحرين (المتوسط والأحمر)؟
في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وكثرة الصراعات، وتأثر الأمن القومي المصري والعربي بتلك الأوضاع الأمنية، سعت القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية، بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية، وكان آخرها امتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال) والفرقاطات الحديثة طراز (فريم وجوويند)، ولنش الصواريخ الروسى طراز (مولينيا) والغواصات طراز 209/1400، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية، ما جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط ذات ذراع طويل قادرةً على حماية مصالحنا القومية في الداخل والخارج، وتمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية.

في ظل قيام القوات البحرية بالتصنيع المشترك لعدد من القطع البحرية مثل الفرقاطة (الفاتح) و(المعز) واللنشات.. كيف ترى مستقبل هذه الصناعات؟ وما الإضافة التي تمثلها هذه القطع لقواتنا البحرية؟
التصنيع المشترك الذي تقوم به القوات البحرية ساهم بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، والقدرة على العمل في المياه العميقة، والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية، مما يساهم في دعم الأمن القومي المصري، في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا، ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح، حيث تتمكن الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات، والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى، حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدٍ مصرية بنسبة 100٪.

يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها لمنظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنيات القادرة على الابتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفني والصيانة والإصلاح.. كيف يترجم هذا داخل قواتنا البحرية؟
يومًا بعد الآخر تصلنا رسائل من كبرى بحريات دول العالم، تنم عن الإشادة بالتطور الهائل والمتنامى للقوات البحرية، والعمل الجاد والدؤوب والدعم اللامتناهى من القيادة السياسية والعسكرية بالدولة بالتركيز على أهم مكونات القوة البحرية وهى: العنصر البشرى الذي يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءًا من الجندى المقاتل وانتهاءً بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكري البحرى وباستخدام مناهج مطورة ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمى، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات مع بحريات الدول المتقدمة من خلال الدورات المنعقدة بالخارج أو المشاركة في التدريبات المشتركة، إضافة إلى منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى، حيث تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية، تتمثل في كل من (ترسانة القوات البحرية، الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية)، وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفني وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقًا لأحدث المواصفات القياسية العالمية، بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد بدأت بالفعل تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجرى العمل في مشروع الفرقاطات طراز (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسي، وتتم الصناعة في هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.

تم تسليح قواتنا البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية.. هل هناك ارتباط بينه وبين تطوير البنية التحتية والإنشائية التي تشهدها القوات البحرية حاليًا؟.. وما الغرض من إنشاء قواعد جديدة؟
اتساقًا مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها في مجال الوحدات البحرية عن طريق تدبير وحدات جديدة، تصنيع مشترك، وزيادة القدرات في الصيانة والإصلاح، يتم على التوازى إنشاء قواعد جديدة لاستيعاب أكبر عدد من القطع كذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحريثة توفر الانتشار المناسب والمتوازن بكلا مسرحى العمليات البحرى(المتوسط/الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية في اتجاه التهديد في أقل وقت ممكن.

في ظل التقدم المستمر في تكنولوجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة التي زُوِدت بها القوات البحرية، كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي قواتنا البحرية وكذا طلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟
سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا) ليكون قادرًا على استيعاب التطور العالمي في مجال التسليح، والتعامل مع المنظومات الحديثة، وتسعى القوات البحرية للاستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف في جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقري للقوات البحرية، حيث يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين في مراحل التأهيل والتعليم الأساسي على المدارس البحرية، والمنشآت التعليمية المطورة وطبقًا لقدراتهم الشخصية، ويتم التركيز خلالها على التدريب النظري والعملي من خلال المدارس المتخصصة في العلوم البحرية لتأهيلهم في المناهج التخصصية المتطورة، والتي تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور في منظومة التسليح البحري العالمي من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين في هذا المجال، وبالنسبة للضباط يتم تأهيلهم في الكلية البحرية ومعهد الدراسات العليا البحرية، كما يتم إيفاد الضباط في بعثات ومأموريات خارجية، للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم، وبشكل عام فإن الحلقة التعليمية لا تنته عند هذا الحد، وإنما يتم نقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملي داخل التشكيلات والوحدات البحرية ونقل خبرات القادة السابقين بما يمكنهم من استلام الراية وتولي دفة القيادة في القوات البحرية مستقبلًا.

مع استمرار العملية الشاملة بسيناء، والتي كان الهدف منها تطهير سيناء من العناصر التكفيرية الإرهابية.. ما الدور الذي تقوم به قواتنا البحرية في هذه العملية؟
القوات البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية، وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية تقوم بتأمين الأهداف (الإستراتيجية، التعبوية، التكتيكية) على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة، كما تقوم بأداء دور كبير في العملية الشاملة بسيناء، يتلخص في عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، وكذلك منع أي دعم يصل لهم، والاستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء، وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.


ما الدور الذي تقوم به قواتنا البحرية في حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية وإحباط العديد من عمليات التهريب (مخدرات أو سلاح أو بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية)؟
تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصري، وزادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، ووجهت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت المجهودات في إلقاء القبض على العديد من البلنصات وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد هجرة غير شرعية إلى أوروبا، واعتبارًا من سبتمبر 2016 لم تنجح أي عملية هجرة غير شرعية من سواحلنا طبقا لتقارير الاتحاد الأوروبي، وفى مجال مكافحة التهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الجمارك)، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها أحبطت الوحدات البحرية في قاعدة برنيس البحرية أكبر عملية تهريب للمخدرات في مطلع عام 2019 بكمية 2 طن من الهروين 99 كجم من مادة الأيس، وهذه تعتبر إشارات على عزم القوات البحرية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب.

ضمن منظومة القوات المسلحة نفذت قواتنا البحرية على مدار الفترة الماضية العديد من المهام لحماية ركائز الأمن القومي المصري والعربي، ويظهر ذلك من خلال عملية (إعادة الأمل)، حدثنا عن الدور الذي تشارك به قواتنا البحرية في هذه العملية؟
حاليًا يوجد لدينا أربع وحدات تقوم بتأمين حركة الملاحة البحرية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب باعتباره المدخل الجنوبى لقناة السويس، ويقوم رجال القوات البحرية بتأدية واجباتهم بكل بسالة في ظروف صعبة للغاية، في ظل تهديدات وتحديات عديدة، وقد قامت تلك الوحدات بتأمين أكثر من 45 مليون طن من البترول الخام، وحراسة أكثر من 450 سفينة، واعتراض أكثر من ألفى سفينة، وتجاوزت ساعات الإبحار لتلك الوحدات 70 ألف ساعة إبحار خلال الأربع سنوات الماضية.

شاركت قواتنا البحرية في العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة في المنطقة، ما أوجه الاستفادة من تلك التدريبات لكلا الجانبين؟
الجهود التي تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيد وتعميق أواصر التعاون مع كافة الدول الصديقة والشقيقة ودول الجوار والمتزامنة مع التطور غير المسبوق (كمًا ونوعًا) في القوات البحرية وتحولها من بحرية ساحلية إلى إحدى كبريات البحرية الزرقاء بالإقليم، أدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كافة بحريات العالم، وفى مقدمتها بحريات الدول العظمى، لتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية، وهو الأمر الذي يعود بالنفع على كلا الجانبين لمواكبة التطور في التكتيكات البحرية الحديثة بمختلف اتجاهاتها (شرقية/غربية) وتكنولوجيا التسليح البحرى، ودراسة مسارح عمليات بحرية لها تأثير على الأمن القومى المصرى وتعزيز ثقة الفرد المصرى المقاتل بنفسه وبقواته البحرية لما تتميز به من ميزات تنافس كبرى بحريات العالم، وكذا تبادل الخبرات في التدريب على عمليات الأمن البحرى وكيفية الحد من الأنشطة غير المشروعة بالبحر ترتيبًا على الإنجازات غير المسبوقة في القضاء على الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا والإشادة الدولية بذات الشأن، مع الاحتفاظ بعلاقات متميزة مع جميع الأطراف الدولية، كما أن تعايش أطقم القوات البحرية لمختلف الدول مع أطقم قواتنا البحرية خلال تلك التدريبات بما يمثل تقوية علاقات الصداقة والتعاون المشترك مستقبلًا وبما يدعم مكانة الدولة المصرية وثقلها السياسي والعسكري على الساحة الدولية.

في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، هل هناك أوجه تعاون بين القوات البحرية المصرية وبين بحريات الدول الأفريقية سواء في مجال التدريب أو في مجــال التسليح؟
هناك تعاون وثيق بين القوات البحرية المصرية وبحريات دول القارة الأفريقية باعتبار التعاون العسكري البحرى أحد أهم أوجه التقارب المنشود مع دول القارة، وبما يتماشي مع الدور التاريخى للدولة المصرية في ريادة القارة الأفريقية، وكونها على مر العصور منارة التقدم الحضارى بأفريقيا، والذي تم تتويجه بالتوجيه الرئاسي بتسخير جميع إمكانيات الدولة لدعم جهود التنمية في مختلف المجالات بدول القارة الأفريقية، فيما يخص القوات البحرية تدعم القوات البحرية تعزيز أواصر التعاون العسكري البحرى المشترك ودعم بناء القدرات البحرية لدى البحريات الأفريقية، من خلال تأهيل وتدريب أطقم بحريات الدول الأفريقية (ضباط/طلبة/ضباط صف) بتقديم منح دراسية بالمعاهد العسكرية، ويتم ذلك باستخدام أحدث المناهج التعليمية المطورة وبمعرفة (معلمين/مدربين) أكفاء ومؤهلين على أعلى مستوى وبما يضاهى المتبع بأرقى المعاهد البحرية العالمية، كما يتم دعوة ضباط من بحريات الدول الأفريقية سنويًا للمشاركة (بصفة مراقب) في التدريبات المشتركة التي تجرى في مصر، ونقدم الدعم الفنى اللازم للوحدات البحرية من خلال ترسانات إصلاح السفن للقوات البحرية والترسانات التابعة لجهاز الصناعات البحرية، وكذا يتم تبادل تنفيذ زيارات الوفود العسكرية البحرية بغرض تبادل المعلومات والخبرات في مكافحة (الإرهاب، القرصنة، التهريب، الهجرة غير الشرعية، والتلوث) والتي يتم من خلالها تحديد مطالب الدول الأفريقية فيما يتعلق ببناء القدرات من خلال إيفاد خبراء متخصصين إلى تلك الدول.

حدثنا عن نوعية التهديدات والتحديات التي تواجهها القوات البحرية في ظل الأوضاع الحالية؟
هناك العديد من التهديدات والتحديات التي تستهدف بالدرجة الأولى مصرنا الحبيبة في ظل تنامى قوى الشر بالمنطقة، وتتمثل في الهجمات الشرسة غير المسبوقة على الجبهتين الداخلية والخارجية، وما تتعرض له مصر من إرهاب في سيناء وأعمال تهريب المخدرات والسلاح والبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية ومحاولات الهجرة غير الشرعية ودخول العناصر المتطرفة إلى البلاد، بالإضافة إلى ما يتم استخدامه من تكنولوجيا متطورة في مجالات عدة أهمها مجال الاتصالات، وكذا ما يتطلبه الموقف الحالى بالمنطقة من حماية لثروات شعبنا ومصالحه الاقتصادية ومواجهة مطامع دول أخرى بالمنطقة.. كل هذه التهديدات وغيرها فرضت على قواتنا البحرية تحديات عظيمة أهمها على الإطلاق مواكبة التطوير المستمر والنوعى في التسليح، بما يضمن لنا القدرة على تنفيذ العديد من المهام في عدة اتجاهات في نفس التوقيت، على سبيل المثال وليس الحصر مهام تأمين حقول الغاز بما تشمله من بعد مسافاتها عن الساحل المصرى والتي تصل إلى 100 ميل بحرى، وهو ما يتطلب توفير وحدات بحرية قوية بمواصفات خاصة، وكذا حماية سواحلنا ضد أعمال التهريب بأنواعه في البحر المتوسط والبحر الأحمر، وتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس وهو ما يتطلب معه الحفاظ على الحالة الفنية للمعدات والأسلحة والتطوير المستمر والتدريب الجيد للأطقم على جميع هذه المهام، حتى تتمكن قواتنا البحرية من تحقيق أهدافها قى حماية وطننا العزيز ومقدرات شعبه الأبى.



الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية