ورحل الدكتور "طارق كامل".. أنبل من عرفته!
رحل د. طارق كامل الوزير السياسي الذي قلما يجود بمثله الزمان.. أنبل من تعاملت معه من الوزراء والمسئولين.. امتلك رؤية عميقة وفهمًا رشيدًا لحدود المنصب الوزاري ومقتضيات المسئولية السياسية.. نجح في سنوات قليلة أن يجعل من قطاع الاتصالات والمعلومات الذي تولى وزارته باقتدار قاطرة للاقتصاد، وبابًا واسعًا لحل مشكلات التعليم والصحة والمرور وغيرها من مناحي الحياة في مصر.
نجح الراحل في جعل قطاع الاتصالات مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة، حيث بلغت صادرات مصر من صناعة التعهيد والإبداع التكنولوجي وغيره في عهده بضعة مليارات دولار قابلة للزيادة باطراد.
من مقولاته الحكيمة أن من يملك الوصول لعقول الشباب وقلوبهم يمكنه امتلاك مفاتيح المستقبل، لكن ذلك يتطلب مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها ويفضلونها وليس بطرق أبوية تقليدية.
كان الراحل ملهمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حقق شهرة عالمية جابت الآفاق وبوأته وظائف دولية مرموقة، وكان ملمًا بأحدث ما وصلت إليه علوم العصر وتقنياته لاسيما في مجال الإنترنت.. كما كان يجيد اللغة الإنجليزية والألمانية بطلاقة وكان ضليعا في اللغة العربية بدرجة أكبر.. ويكفيه ما تركه من رصيد حب هائل في قلوب الناس ظهر جياشًا بعد سريان نبأ رحيله بعد صراع مرير مع المرض استمر سنوات طويلة.. وجاء مشهد جنازته وسرادق عزائه شاهدًا على المكانة الكبرى التي يحظى بها في قلوب الناس.
رحل د.طارق كامل صاحب الإنجازات الكبرى والأخلاق الرفيعة.. ولا نملك إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدم لبلده من خدمات جليلة.