رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة في مستشفيات قنا بسبب أعطال أجهزة الأشعة.. المحافظة تبدأ خطة «الدعم».. الصحة ترفع شعار «اللي يتعرض لسوء معاملة يشتكي».. ومرضى يكشفون رحلة الألم والمعاناة

فيتو

في الوقت الذي تحاول حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، ممثلة في وزارة الصحة، تحسين أوضاع القطاع الصحي، سواء بتطبيق قانون «التأمين الصحى الشامل»، أو العمل على إنهاء عدد من الظواهر السلبية التي يعاني منها القطاع منذ سنوات عدة، لا تزال هناك أزمات حادة داخل المستشفيات تهدد حياة آلاف المرضى، الذين لا يملكون التكلفة الباهظة للعلاج في المستشفيات الخاصة، ولهذا يلجأون إلى المستشفيات الحكومية ليصطدموا هناك بـ«حائط الأزمات».


أزمات بالجملة
محافظة قنا واحدة من المحافظات التي لا تزال غالبية مستشفياتها الحكومية تعانى من أزمات كثيرة، سواء فيما يتعلق بالنقص الحاد في الأطقم الطبية (الطبيب، التمريض) أو الأدوية، ومؤخرًا انضمت أزمة جديدة للقائمة، والمتمثلة في «أجهزة الأشعة» حيث اتضح أن غالبية الأجهزة في المستشفيات «خارج نطاق الخدمة».

رحلة مريض
في البداية أكد إيهاب أحمد، أحد أبناء مدينة قنا، الظروف شاءت أن يدخل أحد المستشفيات بمدينة قنا، بعد شعوره بآلام حادة في القلب، ليفاجأ بعد ذلك أنه لن يتمكن من إجراء رسم القلب الذي طلبه الطبيب، بعدما اتضح أن الجهاز به عطل في الطابعة وبعد مرور دقائق تم سحب أوراق منها، وطلب منه الفني الذهاب إلى غرفة الاستقبال مرة أخرى، دون وجود أشعة، ووقتها ذكر له الطبيب «مش مشكلة المهم طلعت ورق»، ومع استمرار أزمة تعطل الجهاز لم تجد الأسرة حلًا سوى استدعاء طبيب خاص بهم وتم علاجه.

في نفس السياق كشف يحيى صابر محمود على، أحد أبناء مركز أبو تشت، أن أجهزة الأشعة تتعرض دائمًا للأعطال، وذلك نتيجة الضغط عليها وتهالك بعضها لمرور عدة سنوات عليه، موضحًا أن ابن نجل شقيقه أصيب ودخل به المستشفى ولم يجد جهاز الأشعة، بعدما شك الطبيب تعرض الطفل للكسر.

الأجهزة المعطلة
أزمة «الأجهزة المعطلة» امتدت أيضًا إلى مستشفيات مراكز الجنوب وخاصة قفط التعليمي بنفس الحال وهو ما يتسبب في كثير من العبء على المواطنين البسطاء خاصة أن في هذه الفترة تنتشر الكثير من الإصابات بين التلاميذ والطلاب وعند نقله لعمل أشعة يجدون نفس المعاناة، وهو ما يتسبب في كثير من الأحيان في تدهور حالة المريض أو الوفاة في حالات الحوادث والحالات الخطرة.

من جهته قال محمود حسن قروي، أحد أبناء مركز قفط: إننا نعاني كثيرًا من سوء خدمات المستشفى التعليمي وخاصة في أقسام الأشعة، فدائمًا الأجهزة معطلة، ويضطر المريض أو المصاب إلى التحويل إلى مستشفى قنا العام أو المستشفى الجامعة، وللأسف لا يختلف الوضع كثيرًا هناك.

الأمر ذاته أكده بشري على جاد، أحد أبناء مركز نقادة، بقوله: الأجهزة أغلبها معطل والكارثة الأكبر في عدم وجود فنيين مدربين لتشغيلها بشكل يضمن عدم تعطلها بشكل، ورغم وجود أجهزة حديثة في بعض المستشفيات بالمحافظة، إلا أن سوء الاستخدام أو عدم التدريب عليها بالإضافة إلى عدم وجود صيانة دورية لها يجعلها تتعطل بشكل دائمة.

الأشعة
في حين أشار محمود أحمد سليم، أحد أبناء مدينة قنا، إلى أنه ذهب بوالدته لإجراء أشعة في مستشفى التأمين، ووجد الطابعة لا تعمل، وبعد أن تم التواصل مع أحد المسئولين لحل تلك الأزمة عن طريق أحد الوسطاء، تبين أن الجهاز به طابعة أخرى لكن الفني لم يكن يعرف مكانها، موضحًا أنه هناك بعض الفنيين الذين يعملون في مراكز أشعة خارجية، ويذكرون ذلك حتى يتم إرسال المريض إلى المركز الذي يعمل به.

الدعم
على الجانب الآخر قال اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا: سيتم تدعيم مستشفى التأمين بأجهزة للأشعة المقطعية وقسطرة القلب بهدف توفير كافة الخدمات الطبية للمرضى المترددين على المستشفى ممن يشملهم نظام التأمين الصحي، والمحافظة -بالتعاون مع وزارة الصحة- تسعى إلى توفير عدد من أحدث أجهزة الأشعة في كافة المستشفيات التي يتم إنشاؤها.

وأضاف: تم تدعيم جهاز الأشعة المقطعية لمستشفى قنا العام بتكلفة إجمالية نحو 42 مليون جنيه، وتم تدريب الأطباء عليها، وتم تدعيم مركز الأورام بجهاز الاشعة المقطعية البوزيتروني، وذلك لتخفيف العبء عن المواطنين من الانتقال إلى المحافظات الأخرى لتلقي العلاج، وفي إطار حرص المحافظة على رفع كفاءة المنظومة الصحية وتوفير كافة الخدمات الطبية اللازمة للمرضى من أبناء قنا.

من جهته طالب الدكتور رمضان الخطيب، وكيل وزارة الصحة بقنا، جميع المواطنين بتقديم أي شكوى تتعلق بعدم رضاه عن الخدمات الطبية التي يحصل عليها، مؤكدًا أن قنا تشهد طفرة صحية في جميع المراكز، وهناك 3 صروح طبية جديدة سيتم الانتهاء منها قريبًا وستكون مستشفيات على مستوى راق جدًا في مراكز دشنا ونجع حمادي وأبو تشت، تخطت تكلفتها المليار جنيه.

" نقلا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية