وعبرنا الهزيمة !
لا يشعر بطعم مرارة الهزيمة التي تجرعها المصريون في يونيو 67 إلا من عاش تلك الأيام. ولم ينقذ أبناء جيلى من مشاعر الإحباط التي أصابت المصريين جميعا سوى الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، وقضوا في صفوفها 6 سنوات حتى تحقق الانتصار.. واسترد المصريون كرامتهم واقتصوا للشهداء الأبرار.
كنا شهودا على إعادة بناء القوات الممسلحة، وما تميزت به من جدية في الأداء، وقدرات فائقة على بذل التضحيات والرغبة في القصاص من العدو ، الذي حقق انتصارا لا يستحقه.
وقدر لى أن انضم إلى إدارة التوجيه المعنوى، مع الزملاء الصحفيين والإعلاميين، وخريجى المعاهد الفنية لإصدار صحافة القوات المسلحة. وتغطية الاستعدادات التي تتم على جبهات القتال لمواجهة العدو ومواجهة اعتداءاته المتكررة التي كانت تستهدف وقف بناء حائط الصواريخ واعطائه برامج التدريب.
انضم أبناء جيلنا إلى الجيش وهم يعانون من اليأس والإحباط بعد أن عشنا منذ عام 1952 نحلم بمجتمع جديد يسوده العدل وتتحقق العدالة الاجتماعية لمواطنيه ويحاصر الفساد، إذا لم تختف نهائيا، وكشفت النحقيقات التي أجريت مع قيادات الجيش أن اختياراتهم لم تتم وفق أسس موضوعية، وإنما حسب العلاقات الشخصية وانفردت شلة تحيط بقائدهم باتخاذ القرارات المصرية.
ونجح الإعلام المعادى في اللعب على وتر أن جيشه لا يقهر في مسعى لإقناع المواطن المصرى بأن الأراضي المحتلة لن تعود وأن أي حروب جديدة سنكون نتائجها محسومة لصالح جيش العدو.
أعلن الرئيس "عبدالناصر" في خطاب التنحى مسئوليته عما حدث، وخرجنا في مظاهرات صاخبة ندعوه للبقاء ليلاقى معنا نفس المصير. وبدأ في عهده إعادة بناء القوات المسلحة وفق أسس جديدة تعتمد على الكفاءة والإخلاص.. وعبرنا الهزيمة في أكتوبر 1973.