عندما تفقد "اخبار اليوم" ذاكرتها
عندما يصدر عدد مثير من مجلة "آخر ساعة" متضمنا كتابات من أسهموا من الصحفيين والكتاب بأقلامهم وبمشاركاتهم وبتغطيتهم لحرب أكتوبر المجيدة كشهادة على العصر، دون أن يتضمن هذا العدد أية إشارة إلى صاحب أول كتاب عن حرب أكتوبر "معركة العبور" ثم تلاه "الساعة ١٤٠٥" والمشارك بالتغطية الميدانية لحروب مصر في اليمن و٦٧ و٧٣، والمصاب في حرب اليمن الفارس النبيل الدكتور "صلاح قبضايا".. ساعتها لابد وأن تدرك أن "اخبار اليوم" فقدت ذاكرتها.
الأكثر دهشة أن يصدر كتاب اليوم الآن بعنوان "حدث في أكتوبر" وهو عنوان لكتاب أصدره الراحل الكاتب الكبير "صلاح قبضايا"، وكأن القريحة لم تنجب عنوانا جديدا للكتاب الجديد الذي صدر خلال الساعات القليلة الماضية!!
"صلاح قبضايا" المحرر العسكري المتميز ظل وفيا لحرب أكتوبر بعد انتهائها بسنوات، حيث أصدر واحدا من أروع ما كتب عن هذه الملحمة العظيمة في كتاب أسماه "الخديعة"، ثم أصدر قبل وفاته بسنوات قليلة كتابا عن "الضربة الجوية الأولى" نسته "أخبار اليوم" في عدد تذكارى، تضمن عددا مهما من التحقيقات والمقالات والتحليلات لكتاب وصحفيين ومندوبين كبار أسهموا بأقلامهم في نقل الأحداث التي كان الشارع المصرى شغوفا بها وبتفاصيلها.
و"صلاح قبضايا" الكاتب المتميز هو أول رئيس تحرير لأول صحيفة معارضة صدرت عام ١٩٧٧ - جريدة الأحرار-، وهو العائد إليها بعد سنوات ليتولى إنقاذها من الانهيار عام ١٩٩٦ ظل رئيسا لتحريرها حتى عام ٢٠٠٩، مقدما نموذجا للصحافة المعارضة الشرسة التي تعتمد المعلومة بعيدا عن الصوت العالى والعصبية والانتهازية، ظل "قبضايا" مخبرا صحفيا وساعيا إلى التعلم حتى رحيله.. "قبضايا" قامة تفتخر بها الصحافة المصرية وتتجاهلها مؤسسته التي قدم لها كل حياته.