رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة تركية جديدة داخل منظمة التعاون الإسلامي.. ممثل تركيا يحاول إفشال اجتماع جدة ويسيء للدول العربية والإسلامية بوصلة تهديد ووعيد.. مندوبو الدول الأعضاء يتهمون أنقرة بتسييس عمل "منتدى الشباب"

فيتو

تفجرت فضيحة تركية جديدة خلال الاجتماع، الذي عقد يوم أول أمس بمقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة، حيث تعمدت تركيا بواسطة مندوبها في الاجتماع - السفير التركي - تعطيل جدول أعمال اجتماع المنظمة، التي تضم 56 دولة إسلامية، وذلك عبر تكرار توجيه الإساءات لممثلي الدول العربية الرافضين لتسييس عمل المنظمة، وتدخل الأجهزة التركية في أوساط الشباب.


وأبدى أغلبية مندوبي الدول الأعضاء استيائهم من تصرفات السفير التركي، ووصفوها بأنها محاولة لفرض صبغة سياسية تركية على المنظمة والانحراف بالمنظمة عن أهدافها.

وكان الاجتماع الذي حضره ممثلو الدول الإسلامية كافة - بما فيهم المندوب المصري ممثل وزارة الشباب والرياضة محمد الشاذلي - مخصصًا لمناقشة إستراتيجية منظمة المؤتمر الإسلامي للشباب.

وقد انفجرت الفضيحة التركية حين بدأ كثير من الأعضاء يشككون في مشروعية قرارات رئيس منتدى الشباب الإسلامي، الذي يقع مقره في إسطنبول وتحت سيطرة الحكومة التركية، في تلميح صريح إلى تدخل الأجهزة التركية في عمل هذا المنتدى ومحاولات تسييسه لصالح السياسة التركية، وذلك من قبل رئيس المنظمة التركي الجنسية، الأمر الذي دفع أغلبية أعضاء المجموعة العربية داخل المنظمة للاحتجاج.

وطالب الأعضاء بضرورة تغيير رئيس المنتدى التركي، وتسليم الرئاسة إلى من يحافظ على حيادية المنتدى وأبعاده عن الاستقطابات السياسية، حيث يتعمد الرئيس الحالي مخالفة ما يجري الاتفاق عليه من قواعد لقيادة المنتدى التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ما يعد مخالفة صريحة لمبادئ المنتدى ودستور المنظمة والنظام الداخلي الذي ينص على جماعية اتخاذ القرارات - وذلك على عكس ما يتعمده رئيس المنتدى التركي من اتخاذه القرارات بشكل منفرد وخاصة فيما يتعلق ببرامج المنتدى ومشاريع الشباب.

واعترض أغلب المتحدثين من المندوبين على السياسة التركية داخل المنظمة، ووصفوها بأنها محاولة فجة لتهميش المجلس التنفيذي وشل عمله، ما سيكون له تداعيات سلبية على طريقة عمل المنظمة ككل وخاصة في أوساط شباب الدول الإسلامية.

وحاول السفير التركي - والذي يمثل بلاده في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي صالح شن عرقلة استمرار النقاشات والتشويش عليها حول طريقة إدارة المنتدى الذي يتخذ من دولته مقرًا له، وبعد عدة محاولات من الدول الأعضاء لمناقشة الملفات الخاصة بإستراتيجية العمل انفجر المندوب التركي بالصراخ وتوجيه الإساءات لمندوبي الدول العربية تحديدًا، متهمًا إياهم بأنهم "جهلة لا يفهمون كيفية إدارة المنظمات"، وليس لأحدهم أن يحاوره فهو سفير تركيا ! ما أثار استياء كافة المندوبين الحاضرين وليس مندوبي الدول العربية فقط، ثم أنهى صراخه بوصلة تهديد ووعيد وغادر مقر الاجتماع..

وفور مغادرة السفير التركي أشار المجتمعون إلى أن الأسلوب الذي مارسه السفير التركي لا يختلف في جوهره عمّا يمارسه زميله رئيس المنتدى، والذي يحتل منصبًا مهمًا في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا،ومن ذلك ما قام به مؤخرًا من عزل الممثلين المنتخبين للعديد من الدول في المجلس بما في ذلك ممثلي الدول العربية.

ومع تعمد الخلط بين الموقف السياسي التركي وموقف المنتدى نفسه، وقيامه باستصدار قرار بمنع بعض أعضاء المجلس التنفيذي للمنتدى من دخول تركيا التي تستضيف مقر مكتب منظمة منتدى الشباب، وقد أثار ذلك مندوبي المجموعة العربية في اجتماع جدة، وطالبوا بضرورة سحب إستراتيجية برامج شباب جميع الدول الإسلامية من الرئيس التركي لمنتدى الشباب، وذلك لتجاهله بقية الدول الأعضاء، واتخاذه القرارات منفردًا، كما كما وطالب المندوبون بإخضاع الإستراتيجية المذكورة لمزيد من الدراسة، مع تخويل الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة مسئولية تنفيذها.
الجريدة الرسمية