خطة إخوان تونس للانتقام من هزيمة "موقعة الرئاسة".. حشد معنوي لأعضاء الجماعة لرد اعتبارهم في البرلمان.. الغنوشي يستعرض ويؤكد قدرتهم على الفوز بمفردهم.. وباحث: استمرار لمسلسل "استغفال الديمقراطية"
ضربة في مقتل، أصابت إخوان تونس، بعد الخروج من سباق رئاسة الجمهورية، خالية الوفاض، ودون أي يعطيها المواطن التونسي، الحق في الوصول للإعادة، حفاظا لماء الوجه، باعتبارها لاعبا رئيسيا في الساحة السياسية، ظهرت ضعيفة متقوقعة على نفسها، ولكن داء السلطة، ما زال يداعب خيال رجالاتها، لالتهام البرلمان بدلا من المراجعة والتوقف قليلًا.
"خال البشير" يزعم: حكومة السودان الجديدة ضد الإسلام ومدعومة من أمريكا وإسرائيل
استفزاز الإخوان
نفس التصريحات العجيبة الاستفزازية، التي خرجت من الجماعة قبل انتخابات الرئاسة التونسي، تعيدها الآن، حيث تعد نفسها قادرة على خوض أي سباق بمفردها، حسبما أكد راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية، الذي كشف عن تطلع حزبه، للحكم بمفرده أو مع قوى الثورة، إذا فاز في انتخابات البرلمان المقررة الأسبوع المقبل.
لم ينس الغنوشي، خلال مؤتمره الصحفي، الذي عقد في مقر الحركة بالعاصمة تونس مساء الجمعة، دغدغة مشاعر الجماهير، بوضع عدة اشتراطات للاستعراض الإعلامي، تؤكد نزاهة وأخلاقية الإخوان، وأكد أن التحالف لن يكون متاحا، إلا للقوى الملتزمة بمحاربة الفساد، والقضاء على الفقر، ووضع عدة موانع، منها رفض أي حزب سياسي، تحوم حوله أي شبهة فساد، ولن ينتظر حكم قضائي.
خطة الغنوشي بدأت تتكشف سريعا، ولماذا اختار حزبه، المرشح قيس سعيد، لانتخابه في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسية، حيث يسعى الحزب الإخواني، إلى ترتيب علاقة ودية للغاية، مع أعلى رأس في السلطة، حتى لا يحدث تصادم بينهم، وفي نفس الوقت، يفوت الفرصة على حزب قلب تونس، الذي يشكل رهانا قويا الآن في الساحة السياسة، ويعارض النهضة فكريا وسياسيا وأيدلوجيا.
توظيف الدين
محمد الدليمي، الكاتب والباحث، يرى أن جماعة الإخوان وأذرعها في العالم، تجيد توظيف شعارات الإسلام السياسي، كوسيلة لتحقيق أهدافها، وخاصة هنا في جميع بلدان المنطقة.
يرى الدليمي، أن الإخوان، تستعين بالذرائع والحجج على جميع المستويات، لتحقيق أحلامهم في السلطة، موضحا أن حجم الانكسار والفشل والسقوط التام الذي يعيشه الإخوان، جعلهم يدخلون مرحلة الهلوسة والهذيان والهستيريا وفقدان الإدراك والانفصال عن الواقع، مردفا: هذه الحالة المَرَضية المستعصية، ما هي إلا حلاوة الروح تسبق سكرات الموت الأخيرة
استغفال الديمقراطية
حديث الغنوشي عن قدرتهم على الفوز في الانتخابات البرلمانية بمفردهم، يراه جلال الأسدي، الكاتب والباحث، من زاوية أخرى، إذ يعد أن تيارات الإسلام السياسي، تفكر دائما وكأنها تعيش على كوكب وحدها دون شركاء.
وأوضح الأسدي أن الإسلاميين، يستغفلون الديمقراطية المتسامحة بطبعها، ويخدعون البسطاء والطيبين المخدوعين بشعاراتهم المزيفة وزبيباتهم المطبوعة على جباههم، بحسب وصفه.
عبد الله الطاير: الإخوان وراء خراب المنطقة وزمنها انتهى للأبد
ويرى الباحث، أن الإخوان استلموا الحكم، وكشّروا عن أنيابهم المستذئبة، مدفوعين بكم هائل من الحقد والكراهية، لكل من يخالفهم الرأي، وجربتهم الشعوب وعرفتهم جيدًا، مردفا: لو سمحت لهم الأقدار بالاستمرار في الحكم، لم يكن بمقدور أحد، أن يتنبأ بما كانوا يخططوا ليفعلوه، وكم من الناس سيكون ضحية تعصبهم.