رئيس التحرير
عصام كامل

الفنان مينا مسعود: غيابي عن مصر 10 سنوات كان رغمًا عني.. وأتمنى أكون مثل عادل إمام

فيتو



  • «ديزني» لا توزع الأموال وكنت سأقدم فيلم «علاء الدين» حتى لو ببلاش
  • مؤسسة «ADA» ستمنح جائزة سنوية لأحد الممثلين من خلال مهرجان الجونة السينمائي
  • هناك تمييز ضد الممثلين غير الأمريكيين في أمريكا
  • لم تصلني أدوار جديدة على الرغم من النجاح المبهر لـ «علاء الدين»
  • عادل إمام غير شكل الكوميديا في السينما وأتمنى العمل معه
  • لم أتحدث عن عمر الشريف لأني لم أشاهد أفلامه
  • عائلتي عارضت اتجاهي للتمثيل وكانت تتمنى حصولى على شهادة


منذ إعلان شركة «ديزني» العملاقة لصناعة الأفلام، عن اختيار المصري مينا مسعود، بطلًا لفيلمها الجديد «علاء الدين»، والجميع ينتظر ميلاد فنان مصري جديد على أرض أهم مدينة سينمائية في العالم، هوليود، الجميع كان ينتظر الظهور الأول لمينا مسعود ومشاهدته في بطولة الفيلم الذي يحمل ذكريات خاصة للجميع، وبعد عرض الفيلم وتحقيقه لإيرادات تخطت المليار دولار أصبح الشاب المصري أحد أشهر النجوم، وزادت شعبيته في مصر بقوة.

في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، حضر الفنان مينا مسعود، فعالياتها، والتقت «فيتو» معه، ليتحدث عن عودته لمصر بعد غياب 10 سنوات وعن السينما في مصر وحبه لعادل إمام والصعوبات التي واجهها في مشواره الفني، وغيرها من التفاصيل.. وكان الحوار التالى:

بداية.. كيف كان استقبالك في مهرجان الجونة السينمائي؟
الاستقبال كان جميلا جدًا، وأنا سعيد جدًا لأنني عدت إلى مصر وأنا فنان قدمت عملا على مستوى «علاء الدين»، والمهرجان كان أكبر مما توقعت، كما أن ليلة الافتتاح كانت رائعة جدًا، والأهم أنني قابلت الفنانين الذين كنت أشاهدهم في التليفزيون عندما كنت صغيرًا مثل منى زكي ويسرا وهاني رمزي.

حضرت فعاليات فنية ومهرجانات كثيرة في أمريكا وكندا.. كيف ترى مهرجان الجونة؟
«الجونة» مهرجان عالمي ولا يقل عن أي مهرجان يقام في أمريكا، والمهرجان كان رائع وأضخم مما تخيلت، وبنسبة 80% هو رائع، لكن هناك بعض العيوب البسيطة في التنظيم لو تم العمل عليها سيكون المهرجان أفضل وأفضل، وأنا فخور جدًا بهذا المهرجان المشرف.

آخر زيارة لك لمصر كانت منذ 10 سنوات، لماذا هذا الغياب الطويل؟
آخر مرة أتيت فيها لمصر كان عمري 18 عامًا، وكنت على مشارف دخول الجامعة، وبالفعل التحقت بالجامعة ودرست العلوم لمدة عام ثم قررت تغيير وجهتى إلى التمثيل الذي أحبه، وكنت أعلم أن الموضوع صعب، فدرست التمثيل لمدة 4 سنوات، ثم عملت في مطعم ثلاث سنوات لأغطي احتياجاتي وأجمع أموالا لأسافر إلى أمريكا، وبالفعل سافرت بفيزا مدتها 3 سنوات فقط، لذا لم يكن أمامي متسع من الوقت للعودة لمصر.

منزل العائلة في القاهرة أصبح مزارًا لكل وسائل الإعلام، فهل اعتاد والداك على التعامل مع الأمر؟
والدي ووالدتي ربما يكونان قد شعرا بالتغيير، لكنهما مازالا غير قادرين على التعامل معه، هما ما زالا يتعودان على الوضع الجديد، وأنا مثلهما، ولكن الأمر لم يتغير بشكل كبير.

هل واجهت أي مشكلات مع عائلتك بعد قرارك بدراسة التمثيل كأي عائلة مصرية تهتم بالشهادة الجامعية؟
حدث هذا الأمر بالفعل، عندما أخبرتهم برغبتي في تغيير وجهتي من دراسة العلوم إلى التمثيل حدث بيننا خلاف كبير، وأخبرتهم أنني من دفعت مصاريف دراستي لذلك سأفعل ما أحبه، وكانوا غاضبين مني بشدة، ولكن عندما وصلني أول دور وحصلت على أجر جيد شعروا بأنه من الممكن أن يكون التمثيل مستقبله جيدًا بالنسبة لي، هم كانوا يظنون أن التمثيل سيضيعني، وسأظل أعمل في المطعم طوال عمري لتغطية مصاريف التمثيل والدراسة، وحتى قبل أن يأتي لي دور البطولة في فيلم «علاء الدين» والدي كان يطلب مني العودة للجامعة وعمل دراسات عليا.

عملت في «ديزني» وأصبحت نجم عالمي، فهل من الممكن أن تقدم عملا مصريا؟
الأمر ليس كما يتخيل البعض بأن الفنان في أمريكا يحصل على أموال كثيرة في بداية عمله، ولا بد أن تعلم أن «ديزني» منظمة كبيرة لا توزع الأموال، وهم كانوا يعلمون أنني سأقدم هذا الفيلم حتى لو «ببلاش»، وأتمنى تقديم أعمال في مصر حتى لو عمل واحد كل 4 سنوات، ولو حققت ثروة جيدة من عملي في هوليود أفكر في العودة لمصر وإنتاج بعض الأعمال بنفسي.

أحيانا في بعض تصريحاتك تتحدث عن التمييز ضد غير الأمريكيين في أمريكا، وهل تأسيسك لمؤسسة «ADA» بسبب هذا الأمر؟
بالطبع، فالطبيعي أن مجال التمثيل في أمريكا يكون المسيطر عليه الأمريكيون، وأي شخص غير أمريكي يكون الطريق أمامه صعبا للوصول إلى هوليود، فأنا مثلا لم أكن أقدم سوى الأدوار النمطية مثل شخص أفغاني أو غيره، حتى فيلم «علاء الدين» بالرغم من سعادتي بتقديمه إلا أنني قدمته لأنهم كانوا يبحثون عن ممثل عربي، والمسلسل الذي أقوم بتصويره حاليًا كان مكتوبا لممثل أمريكي وأنا سأقدمه بدلًا منه، وهذه محاولة لتوضيح أننا كعرب يمكن أن نقدم أي أدوار، ومشواري كان في غاية الصعوبة بسبب هذا التمييز، لذلك أسست تلك المؤسسة لمساعدة الجيل الجديد، ليس للمصريين فقط ولكن لأي شخص غير أمريكي.

وما الجائزة التي ستمنحها مؤسستك من خلال مهرجان الجونة؟
ستخصص المؤسسة جائزة تمنح بشكل سنوي لأحد الممثلين من خلال مهرجان الجونة، ولن يتوقف نشاط المؤسسة عند هذا الحد، فعندما تنجح المؤسسة في توفير الأموال ستساعد الفنانين المبتدئين سواء الممثلين أو الراقصين أو الرسامين أو حتى الكتاب، فبعض الفنانين يحتاجون في بدايتهم لدفع أموال لاكتساب مهارات معينة، وأنا على سبيل المثال كنت أعمل في مطعم ولا أقدر على توفيرها، فنحن هدفنا تسهيل الأمور على المبتدئين.

بمناسبة التمييز، هل أدوارك كانت تعتمد على كون ملامحك عربية؟
بالطبع.. يكفي أن أوضح لك أنه منذ تقديمي لفيلم علاء الدين لم تصلني أي ترشيحات لأي أدوار، على الرغم من مرور 4 أشهر على الفيلم وتحقيقه نجاحا كبيرا، وحاليًا أصور مسلسلا جديدا فقط حصلت عليه قبل أن يتم عرض الفيلم، كذلك رامي مالك أعتقد أن دوره في فيلم «جيمس بوند» الجديد لن يكون كبيرًا، ولكن أنا ورامي ومن هم مثلنا حينما نقدم أعمالا جديدة نسهل الأمور أكثر على من خلفنا.

صراحة.. هل النجاح الذي حققه فيلم "علاء الدين" غير الكثير من المفاهيم لديك؟
بالتأكيد، فقبل تقديمي فيلم «علاء الدين» كنت أمثل منذ 10 سنوات، وكنت أعمل أكثر في المسلسلات والمسرح، وعندما قابلت ويل سميث في تصوير الفيلم وجدت معه 3 مساعدين وكنت مستغربا جدًا، وتساءلت لماذا 3 مساعدين معه وما الحاجة لهم؟ لكن بعدما تطورت الأمور معي فهمت أهمية ودور كل واحد منهم، فقد تعلمت أنه لا بد من بذل جهود أكبر ولا بد من وجود فريق كامل يساعدك على النجاح.

كيف كانت علاقتك بالفنان ويل سميث الذي شاركك بطولة فيلم "علاء الدين"؟
علاقتي به كانت جيدة، لا أستطيع أن أقول إننا أصدقاء ونتحدث يوميًا، ولكن «ويل» شخص لطيف، عندما ذهبنا إلى الأردن كان يقيم حفلا خاصا لنا على الشاطئ كل يوم، وفي عيد ميلادي بعث لي رسالة تهئنة، إنه شخص لطيف وطيب جدًا.

لماذا ربطت في تصريحاتك في الافتتاح بين عادل إمام وربن ويليامز؟
عادل إمام كنت أشاهد له مسرحيات في بدايته كان مبتدئا وكان يقدم مشهدا أو مشهدين، واستطاع أن يبني نفسه ليصبح واحدا من أعظم الممثلين في العالم العربي، وهذا شيء يدعو للفخر، وهو غير شكل الكوميديا في السينما، لذلك شبهته بروبن وليامز، وقد سعدت بشدة عندما قابلت حفيدته والتقطت الصور معي، فلم أكن أعلم أنها تعرفني.

ولماذا لم تتحدث عن عمر الشريف كثيرًا على الرغم من أنه أشهر فنان مصري في هوليود؟
لم أشاهد أفلاما كثيرة لعمر الشريف وهذا شيء لا بد من أن أقوم به قبل أن أتحدث عنه، فلم أشاهد له أفلاما في طفولتي مثل بعض النجوم الآخرين، وكل ما أعرفه أنه قدم عدة أفلام في أمريكا ثم عاد إلى مصر لأنه كان لديه بعض المشكلات، فأنا لا أعلم عنه الكثير لذلك لم أتحدث عنه.

من الفنانون الذين تتمنى العمل معهم في مصر؟
أتمنى العمل مع يسرا وعادل إمام، لا سيما وأننى لا أعرف الجيل الجديد جيدًا ولم أشاهدهم، حتى عندما تتحدث عائلتي عنهم، ولكن لا أعلمهم، ولكني أيضًا أحب أحمد السقا وكان يقدم أعمال أكشن تعجبني جدًا.

قدمت برنامج عن الأكل النباتي، والأمر تسبب لك في مشكلة من قبل بسبب تقديمك حلقة عن الأكل الفلسطيني من داخل أحد المطاعم الإسرائيلية؟

لم أقل إنني أقدم طعاما إسرائيليا، أنا قلت إنني ذاهب لمطعم إسرائيلي وسنقدم أكلا من الشرق الأوسط، ولكن مشكلة السوشيال ميديا حاليًا أنها تحرف الكثير من الكلام ليهاجموا شخصا ما، فالشخص المسئول عن المطعم ليس إسرائيليا ولكنه قال عن المطعم إنه إسرائيلي، فماذا سأفعل له؟ وأنا قلت ردًا على الأمر إنني لا أفهم في السياسة، وعندما كنت صغيرا لم يخبرني أحد بطبيعة المشكلة بين فلسطين وإسرائيل والأرض التي احتلوها، لم أكن أعرف أو أفهم هذا.

هل أصبحت وجها مألوف بالنسبة للأمريكيين ويطلبون التصوير معك؟
الوضع لم يتغير كثيرًا في أمريكا، فلا يوجد الكثير ممن يطلبون التصوير معي، أكون سعيدا بالطبع عندما يطلب أحد ذلك، ولكن ليس الجميع يعرفني، وعلاقتي بأصدقائي كما هي جيدة، الذين كنت أذهب للكنيسة معهم بشكل دائم ونتقابل بشكل مستمر، علاقتنا جيدة إلى الآن.

كان لدى «علاء الدين» ثلاث أمنيات، ماذا عن أمنياتك الثلاث؟
أتمنى أن أظل أمثل طوال عمري وألا أتوقف أبدًا، ويكون لدى تاريخ مثل عادل إمام، فقد علمت أنه يصور مسلسله الجديد في منزله، والثانية أن أسافر وأرى العالم كله، والثالثة ألا تكون هناك فروقات بين الجميع وأن نكون جميعًا سواسية.

حدثنا عن المبادرة التي تعمل عليها حاليًا مع وزارة الهجرة؟
المبادرة التي سنقوم بتصويرها هنا في القاهرة هدفها تشجيع الشباب المصري على التحدث باللغة العربية واللهجة المصرية، وأن يكون سعيدا وفخورا بأصله، فأنا تفاجأت عندما أخبرتني الوزيرة أن شباب وبنات مصريين كثيرين يتحدثون الإنجليزية ولا يتحدثون العربية بشكل جيد، فهدفنا هو تشجيعهم على التحدث بالعربية.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
الجريدة الرسمية