رئيس التحرير
عصام كامل

استغاثة للسيد وزير الداخلية


قبل أسبوعين نشرت صحيفة "الوفد" على صدر صفحتها الأولى نداء إلى من يهمه الأمر.. قالت فيه إن "السيد البدوي شحاتة" رئيس الحزب السابق صدر ضده حكم نهائي بالسجن ست سنوات في قضية شيكات وتزوير وعلى ابنته حكم مماثل في ذات القضية..


وطالبت الصحيفة من الجهات المختصة تنفيذ القانون والقبض على "البدوي" لتنفيذ الحكم النهائي الصادر ضده، وعللت الصحيفة قرار حزب "الوفد" بإسقاط عضويته لذات السبب وليس تصفية حسابات كما يدعي "البدوي".

وقبل "الوفد" تبنت "فيتو" حملة صحفية حول عدد القضايا التي صدرت فيها أحكام ضد "البدوي" وعدد القضايا المتداولة أيضا، والتي زادت عن سبعين قضية.. خاطبنا السيد اللواء مدير مصلحة الأمن العام، وخاطبنا وحدة تنفيذ الأحكام بالجيزة، وخاطبنا السيد اللواء وزير الداخلية، وقبل هذا وبعد كل هذا يخاطب البسطاء الذين ضاعت حقوقهم لدى "البدوي" عدالة السماء لإنصاف أفراد وشركات تكاد تشهر إفلاسها و"البدوي" لايزال حرا طليقا.

في معرض وساطات البعض بين "البدوي" والشركات المدينة له قال الوسيط إن "البدوى" ينبئكم بنبأ عظيم.. "تنازلوا عن أحكامكم لأن أحدا لن يقبض عليه"، أي والله قال الوسيط هذا الكلام ورغم أننى على يقين أن السيد وزير الداخلية لا يمكن بأي تصور أو حال من الأحوال أن يرفض تنفيذ القانون ضد أحد، إلا أن الشواهد تشير إلى شيء غامض فمن يكون "السيد البدوي" الذي تعلو هامته قامة القانون؟

شخصيًا أعرف تاريخ السيد اللواء "محمود توفيق" وزير الداخلية، وأحسبه من الكفاءات النادرة ومن الشخصيات التي فرضت نفسها على واقع الحياة، حتى أصبح وزيرا للداخلية في دولة بحجم مصر وفي ظل ظروف قاسية نخوض فيها واحدة من أشرف الحروب وندفع فيها ثمنا باهظا من أرواح الأبطال الأبرياء، الذين اختاروا الدفاع عن وطنهم حتى لو كان الثمن دماء وأرواح وأموال وجهود عظيمة.

وأيضا أعرف تاريخ "السيد البدوى شحاتة".. مجرد صيدلي قفز على "وش القفص" وأصبح في غيبة الوفديين الكبار رئيسا لحزب "الوفد" العريق، بل وتصور في يوم من الأيام أن يصبح رئيسًا للجمهورية، وعلل ارتباطه بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان الإرهابية بأنهم جماعة كبيرة ولابد أن يتحالف معهم من أجل انتخابه رئيسا للبلاد.. أي والله كان هذا تصوره ويعرفه القاصي والداني والدولة لديها تسجيلات بهذا الشأن ومع ذلك يعيش حرا طليقا.

ولكن ما هي النتيجة؟.. النتيجة الطبيعية أن "الديانة" أو "الدائنين" يطاردون "البدوي" في مناسبات العزاءات والأفراح وتجرى وقائع مطاردات في شوارع وميادين مدينة الشيخ زايد، من أجل القبض عليه وتسليمه لوزارة الداخلية المنوط بها عملية تنفيذ القانون.. هل ننتظر حتى تحدث كارثة.. مازلت على يقين أيضا أن وزارة الداخلية لديها جهاز إعلامي قوي يتابع كل شاردة وواردة ويقرأ ما يكتب هنا وفي الخارج عن قضايا الأمن وما يهم المواطن، وبالتالي فإن كل ما نكتبه يصل إلى السيد الوزير.
الجريدة الرسمية