كيف سيطر الإخوان على المناهج الدعوية والتعليمية في قطر؟
لا تترك جماعة الإخوان الإرهابية، أي فرصة، لحقن المجتمعات بأفكارها، ولا تستغلها على أفضل ما يجب لصالحها، نجحت في اختراق الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، وصنعت ما سمي بالصحوة الإسلامية، قبل أن تسترد المملكة هويتها، وتعادي الجماعة، وتطاردها، ولكنها حتى الآن، وضعت سمومها كاملة في قطر، تسيطر على مناهجها التعليمية والدعوية، وتغذي الشباب بأفكارها، حتى أصبحت إمارة إخوانية من الدرجة الأولى.
الطريقة العزمية تعلن عن سلسلة فاعليات صوفية بداية من منتصف سبتمبر
وتخترق الجماعة قطر منذ الستينيات، ووصلت إلى حالة من النشاط القاتل داخل المجتمع، لدرجة أن كوادرها هم الذين يضعون للإمارة المناهج التعليمية والتربوية، بعدما استعانوا بوجوه إخوانية، تم جلبها من مصر، وزرعوهم في أهم مفاصل الدولة، مستغلين ثقة حاكم قطر آنذاك على بن عبد الله آل ثاني، فنشأ الشباب القطري على تبنى الدعوة الإخوانية.
جرى حقن الشباب القطري بكتب التطرف الإخوانية، من كتابات أبي الأعلى المودودي، وسيد قطب، وخصوصًا تفسير الأخير للقرآن الكريم «في ظلال القرآن» و«معالم في الطريق»، وحتى يستوعب الشباب ذلك، نقلوا إليهم ثقافة إقامة معسكرات والرحلات الصحراوية التي يحاضر فيها قيادات إخوانية على رأسها يوسف القرضاوي.
يقول عبد الحق الصنايبي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن القرضاوي انتقل إلى قطر مطاردًا من الناصرية عام 1961، وعمل على التقرب من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، ووجد ضالته في الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني، لافتا إلى أن تاريخ الجماعة يؤكد أن الإخوان لا يرضون بمجرد العمل الدعوي فحسب؛ بل ويتجاوزون ذلك إلى محاولة نشر تطرفهم الفكري وعقيدتهم السياسية بين المجتمعات التي تحتضنهم، وهو ما حدث في قطر.
ويتابع: "عُين القرضاوي، مديرًا للمعهد الديني الثانوي بالدوحة، ليبدأ في نسج علاقات واسعة ومتشعبة مع قيادات قطرية في المجالات الحساسة والتي لها تأثير مباشر على المجتمع القطري، ومنهم الشيخ قاسم بن حمد آل ثاني، شقيق ولي العهد، ونائب الشيخ خليفة بن حمد وابن عم حاكم قطر، ووزير المعارف، وهكذا نجح في وضع خطة الاختراق والانتشار في المجتمع القطري".
ويرى الصنايبي، أن الإخوان درسوا البيئة القطرية من جميع جوانبها القبلية والاجتماعية والجغرافية والدينية والاقتصادية، فعملوا على تهيئة القواعد المادية القادرة على حمل المشروع الإخواني، والآن أصبحوا على قمة الهرم التعليمي والاجتماعي في البلاد، وهو سبب انحناء الإمارة تماما للفكر الإخواني، على حد قوله.