رئيس التحرير
عصام كامل

هل استغاثات شباب الإخوان مناورة للهروب من السجن ؟.. منهج الجماعة حافل بالخداع والمكائد.. التيارات المدنية تتخوف من غدر التنظيم.. وإسلاميون: عصر الجماعات الدينية انتهى والفكرة أصبحت مثيرة للسخرية

صورة أرشيفيه
صورة أرشيفيه

يوم بعد الآخر، تخرج استغاثات إخوانية من داخل السجون، آخرها مبادرة وُجهت إلى شيخ الأزهر، لتفعيل مبادرتين، تقدم بهما شباب ونساء الجماعة إلى الدولة، للخروج من عباءة الجماعة مقابل إطلاق سراحهم، ويطرح السؤال نفسه: هل تناور الجماعة لإخراج أعضائها واستكمال مشروعها في الظل، أم أن عصر الجماعات انتهى، وحكم عليه بالموت للأبد، ولا مجال لإعادته من جديد ؟


لماذا فضل حسن البنا اسم "المرشد"


نهاية الإسلام السياسي

يمكن القول إن مشروع الإسلام السياسي انتهى بالمنطقة، لم يعد أحد يثق في المتحدثين باسم الرب، إلا هم أنفسهم والمنتسبين إليهم، بعدما أمعن شيوخ الفتنة في مد شبكاتهم العابرة للأوطان، لضرب مشروعات الدول الوطنية، وتهديد السلام والأمن في الشرق الأوسط، بل والعالم أجمع.

وتثبت الوقائع أن إخفاقات الربيع العربي، كان خلفها تيارات دينية رجعية، امتطت ظهور الثورات، ودمرت مكتسباتها، وإعادتها قرونًا للخلف، ورغم محاصرتهم في كل اتجاه، إلا أنهم لم يتخلوا مطلقًا حتى الآن عن تنظيماتهم، ولم يقدموا على حلها، ومازال حلم الاستيلاء على السلطة، من أجل تأسيس ديكتاتوريات دينية متطرفة، هو الهدف الأسمى للتيارات الدينية، وعلى رأسهم «الإخوان».

ويرى البعض، وخاصة من التيارات التقدمية والمدنية والأحزاب، أن إعلان البعض الانسلاخ عن صفوف الجماعة مقابل الخروج من السجون، لن يكون إلا هدف تكتيكي لمطاريد الجماعة، لتعزيز أجندتهم المتطرفة في الخفاء، فعدم تحقيق الإسلام السياسي أهدافه، ليس دليلا على وفاته، بل الإخفاقات هي دائما في عرف الإخوان تحديدا، إحدى الطرق إلى الخلافة، إذ يدسون على عقول كل الأعضاء من الصغر، أن الطريق حافل بالعقبات والمحن والابتلاءات، والأزمات هي أفضل فرصة لتجديد الإيمان والتقاط الأنفاس والعودة من جديد.

الجماعت ماتت وانتهت

في المقابل، يرى البعض أن عصر التنظيمات والجماعات الإسلامية انتهى دون عودة، فثقافة الناس ووسائل وأشكال وآليات العمل الجماعى والتنظيمي لم تعد مجدية أو مقبولة في هذا العص، وفي المستقبل القريب سينظر إليها على أنها كانت فكرة مثيرة للسخرية، وهذا الرأي يمثله، الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي التاريخي بالجماعة الإسلامية، ويستند فيه إلى ما أسماه «الفوبيا العالمية» من التنظيمات الإسلامية، مهما كانت سلمية ومستنيرة، وبالأخص في دولنا العربية.

ويعتبر إبراهيم، أن الإبقاء على الجماعات والتنظيمات الدينية، كراكب ظهر البعير في طريق تملؤه السباع، ويشير إلى أن المزاج العام لأناس هذا العصر، لا يرتاح للأفكار المعلبة والخطط الممنهجة المغلقة، وهو ما يجعل الحصاد العام لجماعات الإسلام السياسي سلبي في مجمله، ليس على الدين والوطن فحسب، ولكن عليها وعلي أبنائها أيضًا.

عصابة الإخوان المالية في الغرب


ويضيف: يكفى أنه يزج بعشرات الآلاف من أبنائها إلى السجون كل عشر سنوات تقريبًا ومنهم أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسون، أما حصاد السلبي على الدين والوطن، فهو لا يخفي على أحد، وخاصة حينما تقع بعض فصائله في دوامة التكفير والتفجير والعنف الذي يعطى قبلة الحياة لوأد الحريات، وضرب الاقتصاد والسياحة والتنفير عن الإسلام والدين، وهى أعظم الجرائم على حد قوله.
الجريدة الرسمية