رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا فضل حسن البنا اسم "المرشد" وتجاهل جميع ألقاب رجال الدين الشهيرة؟.. وصف جامع يضفي على رأس الجماعة الكمال والنقاء.. عمار علي حسن: صورة مصنوعة من المبالغات والكرامات يرثها من يجلس على المقعد

حسن البنا
حسن البنا

اختار حسن البنا لقب «المرشد» لمنصبه داخل جماعة الإخوان الإرهابية، التي أسسها، ولم يستند إلى جميع الألقاب المعروفة آنذاك، وما زال هو المتداول على الساحة حتى الآن، سواء في مصر، المعروف فيها رجل الدين بلقب شيخ أو عالم، مرورا بالمدرسة الخليجية والمغاربية، التي ترددت فيها ألقاب من نوعية حجة الإسلام وشيخ الإسلام، فما السبب إذن خلف اللقب؟!


دلالات عدة
ربما يرى البعض، في اختيار مثل هذه الأفكار لمناقشتها، نوع من الرفاهية، ولكن تشريح منهج الجماعة، هو الهدف الأكثر أهمية في الوقت الحالي، لتفكيك المنظومة بأسرها، بداية من مسيرة البنا، نهاية بالوضع الحالي للتنظيم.

الدكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية والكاتب والباحث، يرى لقب مرشد يحمل دلالات عديدة، فيمكن الاستنتاج أنه من يرشد الناس إلى الطريق المستقيم، وبالطبع هو صاحب الدعوة، وحامل الرسالة، حسبما قال البنا نفسه ذات يوم حين وصف رسالة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، بأنها الرسالة السابقة، ما يعني أنه ادعى ضمنًا أن ما كان يطرحه هو رسالة جديدة.

والمرشد بحسب أستاذ العلوم السياسية، ليس لقبا دينيا فحسب، هو المسئول الأول للجماعة، ويرأس مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام، ويقوم بمهام الإشراف على كل إدارات الجماعة، وتوجيهها، ومراقبة القائمين على التنفيذ، ومحاسبتهم على كل تقصير وفق نظام الإخوان، وهو كذلك ممثل الجماعة في كل الشئون، والمتحدث الأول باسمها.

ويتابع: له حق تكليف من يراه من الإخوان للقيام بمهام يحدد نطاقها له، ومن سلطته دعوة المراقبين العامين الذي يعتلون فروع الإخوان في البلدان الأخرى للاجتماع عند الحاجة، وتشترط لائحة الجماعة فيمن يتولى منصب المرشد ألا يقل عمره عن أربعين عاما، وأن يكون قد مضى على انتظامه أخًا عاملًا مدةً لا تقل عن خمس عشرة سنةً.

رمزية خاصة
المرشد هو الشخص الأبرز الذي يقع على رأس الإخوان، ويمثل لها رمزية خاصة، لذا تحاول الجماعة أن تضفي عليه من الصفات ما يجعله يبدو في نظر أتباع الجماعة، بل في عين المجتمع بوجه عام، الرجل الولي التقي النقي، المتصل بالله، والمكتمل إنسانيًا، والمتفرغ لمهمته يقول عمار ويكمل:

الجماعة لا أمل في مراجعة أفكارها عامة، وتجاه تقديس المرشد خاصة، ويدلل على ذلك بالاحتفال الذي أقامته في تركيا بالذكرى التسعين لتأسيسها، لافتا إلى أن الكلمات التي ألقاها إخوان جاءوا من كل مكان، تثبت كيف يقدسون حسن البنا، فهو نظرهم الملاك الطاهر، المتجرد، ناكرا ذاته في سبيل الدعوة، وهو المجدد، وأمل الأمة الإسلامية.

ويوضح «حسن» أن الجماعة ومنذ اغتيال البنا في فبراير 1949، وصورته "المصنوعة" على حالها، بل وتقوم الجماعة بإضفائها على كل من يتولى منصب المرشد، رغم اختلاف السمات والقسمات بينهم جميعا، لتصنع رمزًا يلتف حوله الأتباع، بعد أن تنسج عنه المبالغات، وتنسب إليه الكرامات، التي تجعل الأتباع منجذبين إليه، على حد وصفه.
الجريدة الرسمية