عصابة الإخوان المالية في الغرب.. يدخلون بشكل فردي شركات ومؤسسات عامة.. يعتمدون على سوق «المعتقد» في ترويج منتجاتهم.. يستثمرون في التعليم ويوجهون أسواقهم إلى خدمة الطبقات الإسلامية الشعبية ال
كل يوم تتكشف الحقائق لدى الغرب، يعرفون كيف دخلت جماعة الإخوان الإرهابية، إلى مفاصل الاقتصاد، الذي اقتحموه بشكل فردي وعن طريق شركات ومؤسسات عامة، وهي خلطة مكنتهم حتى اليوم، من الحفاظ على أذرعتهم الاقتصادية سالمة في البلدان الغربية، رغم النشاط الكبير لأجهزة الأمن والمخابرات ضدهم، وعمليات البحث المستمرة عن كل معلومة، تقود إلى كيفية بناء التنظيم في بلاد لاتستقيم معه فكريا ولاسياسيا ولا إنسانيا.
باحثة: الإسلاميون فاشلون والرأي العام يعتبرهم ذيولا للفساد
شبكات إسلامية
استثمرت الإخوان الشبكات الإسلامية في الغرب، لاقتحام المجالات والمؤسسات، التي تسمح لها بالحفاظ على أذرع اقتصادية ضخمة، بجانب السيطرة على أفراد لاعلاقة لهم بالتراث الغربي، وثقافته التي تعتمد على تدعيم المجتمع المفتوح دائما.
اعتمدت الإخوان على سوق «المعتقد»، وجعلته لغة مشتركة بينها وبين الفصائل الإسلامية، التي تعيش في الخارج، ووضعت عدة قواعد لهذا السوق، يتحدى قواعد العالم الليبرالي المعاصر، فاستثمرت في التعليم، وأماكن العبادة، والجمعيات الخيرية، لبناء قواعد مالية ترتكن على ارتباط ديني.
وجهت الإخوان أسواقها إلى خدمة الطبقات الإسلامية الشعبية في المناطق الريفية أو شبه الحضرية، من ناحية للاستفادة من كل احتياجاتهم التسويقية، ومن ناحية أخرى، حتى تبقى مستودعًا للأفراد، ولتبقى هي الهوية الاقتصادية والفكرية الجامعة لهم، وحتى يحدث ذلك، يجب أن تشيطن الهوية الغربية التي تعيش تحت ظلالها.
بهذه الأفكار الشيطانية، أصبحت الإخوان والتيارات الدينية، يملكون شبكة تمويل واسعة النطاق، يمولها التنظيم وأفراده، ومع نجاح الخطة دخلت على الخط حكومات عدة دول، موالية للإسلام السياسي، على رأسها حكومة أردوغان، خاصة أن الجماعة تستخدم تكتيكات معقدة في إدارة شبكة أموالها، شبيه بتلك التي تستخدمها في التحرك السري للتنظيم، إذ تستخدم سيطرتها على أماكن العبادة والمنظمات التمثيلية، نهاية بتجييش المعلومات والإعلام والإنترنت، لخدمة الأسواق والمتاجر المشاركة فيها.
جماعات رجعية
الدكتور شفيق الغبرا، الكاتب والباحث، يرى جماعات الإسلام السياسي، تيارات غير قادرة على تطوير خطاب ديمقراطي وإنساني، ينشد التنوع والحريات.
ويرى الغبرا، أن الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين، يتحملون مسئولية هدم الربيع العربي، في مصر ودول عربية أخرى، لافتا إلى أن لم يكن مستعدا لثورات 2011، ولم يكن جزءا من المشهد الذي أدى للثورات، والآن يهدمون أنفسهم بالغرب بسبب هذه الممارسات العجيبة.
ويعتبر الكاتب والباحث، أن التيار الإسلامي وتيار الإخوان انغمس لفترة طويلة في مسألة الشريعة وتطبيقها، على جميع المجالات بما فيها المجال الاقتصادي، وهي فكرة ربحية في بشكل كبير، ولكنه في المقابل صرف الكثير من طاقته في السعي لأسلمة القوانين والعلوم والبحوث والمؤسسات، وكان تركيزه لزمن طويل على قضايا تتعلق بالاختلاط في الجامعات، وشرعية القوانين ومدى تطابقها مع الشريعة الإسلامية، في الوقت الذي لم ينجح في تطوير فكره لبناء فلسفة نقدية داخله، ولم يعرف معنى الدولة ولا كيفية إدراتها، وهي ما يفسر هذه التصرفات التي سنتهي عليه للأبد.