العذاب في وزارة النقل!!
السالكون طريق المنصورة بنها سفرا تمارس ضدهم كل ألوان القهر والعذاب والإهمال، إذ أن وزارة النقل تقوم بتطوير الطريق، وهو التطوير الذي لم يراع المسئولون عنه حجم الاستخدام اليومى، ولم يفعلوا ما يفعله العقلاء والخبراء في مثل هذه الحالات، حيث يترك المسافرون لويلات التوقف لساعات تكاد تزهق فيها أرواح مرضي السكر والضغط، إضافة إلى ضياع الساعات الطويلة على الأصحاء منهم دون مبرر.
وأصل الحكاية أن التطوير الذي يسير بسرعة السلحفاة، لم يقدم ولو بديلا جزئيا يخفف عن الناس معاناتهم التي تمتد لساعات طويلة على مدار اليوم، إضافة إلى أن القائمين على هذا التطوير تكاد تجزم أنهم خبراء في تعذيب الناس، وإهمالهم وعدم احساسهم بحجم الكارثة التي تحل على من ساقته الظروف ليكون من سكان أي من المحافظات التي تمر بالطريق المشار إليه مرضى كانوا أو أصحاء.
حجم المعاناة لا يمكن تصوره، حيث تتراص السيارات في طابور طويل لأكثر من أربع أو خمس ساعات، يجد فيها الناس أنفسهم حبيسي مقاعد سياراتهم، أو السيارة الأجرة التي تقلهم لا ملجأ ولا منفذ من هذا العذاب، إلا بعذاب إهمالهم وعدم الرد أو الاستجابة إلى شكاويهم التي أطلقوها على مواقع التواصل الاجتماعى، وأوصلوها لمسئولين كبار دون أن يجدوا آذانا صاغية لهم وكأنهم عبيد لا مواطنين لهم حقوق يجب أن ينصت إليها الجميع.
صحيح التطوير من شأنه أن يعيد للطريق بهاءه وقدرته على القيام بدوره، ولكن السنوات تمضى في عرف وزارة النقل، وكأنها لا تعرف قدر الوقت ولا قيمة الخسائر النفسية والمادية لهذا التطوير البطيء والمزعج، خاصة وأن الطريق هو ممر حيوي تمر عليه سيارات أكثر من محافظة، وبشر كل ذنبهم أنهم أقاموا في محافظات لا بديل لطريقهم إلا هذا الطريق المهين، ولم تفكر الوزارة المذكورة في تشكيل لجنة لإدارة الطريق، وخلق منافذ بديلة تقلل من حجم المعاناة.
مسافرون فقدوا طائراتهم، ومرضى كادوا يدفعون حياتهم ثمنا لهذا الإهمال غير المبرر، وأصحاء يعتبرون السفر من وإلى بلادهم مغامرة محفوفة بالمخاطر، وخسائر مادية لا تتركز في حجم المهدر من الطاقة فقط، بل هناك ما هو أكثر من خسائر الطاقة، وهو عنصر الوقت الذي يبدو أن إخواننا في وزارة النقل لا يدركون قيمته الحقيقية التي يدفعها المواطنون.
ونصائحنا لسالكى الطريق: خذ ما يكفيك من الطعام والشراب، واملأ خزان الوقود جيدا، ولا تنس أدوية الضغط والسكر، ومن المفضل اصطحاب رواية أو كتاب أو عدد من الصحف، فإن كنت لا تجيد القراءة، فلا مانع من وضع طاولة أو لعبة دومينو أو كوتشينة، فالرحلة طويلة، ولا يمكن التنبؤ بنهايتها، ولا تنس أن تشحن محمولك فهذه فرصة ذهبية لصلة الرحم.. ضع أسماء أهلك وذويك في قائمة، وتجاذب معهم أطراف الحديث، وافتح مجالات للحوار، فالوقت هنا من تراب ولا علاقة له بالذهب!!