لماذا يتهربون ؟!
كم نرجو لو بادر الأغنياء والقادرون -ولا أقول- بالتبرع بنصف أو حتى ربع ثرواتهم كما فعل "بيل جيتس" صاحب شركة مايكروسوفت، بل نرجوهم أن يخرجوا زكاة أموالهم أو حتى يدفعوا ما عليهم من ضرائب دون مماطلة أو تلاعب تهربًا من أدائها.. ألا يعلم هؤلاء أننا في حاجة مثلًا لبناء نحو 230 ألف فصل جديد تتكلف ما يقرب من 130 مليار جنيه، وأن مشاركتهم في بنائها أو في بناء مستشفيات تخدم الفقراء أو إصلاح العشوائيات تعد شراكة قوية مع الدولة تسهم في نهضة بلدهم.
أليس واجبًا عليهم أن يضطلعوا بدورهم في محاربة الفقر ورفع المعاناة عن ساكني القرى والمناطق الأكثر فقرًا أداءً للرسالة الاجتماعية لرأس المال، الذي لا أدري لماذا يتهربون ويماطلون في أداء واجبهم الإنساني، أو دفع ما عليهم من التزامات يفرضها الشرع ويقرها العرف والأخلاق السوية وتعاليم الأديان.
في الدول المتقدمة يلعب القطاع الخاص الدور الأهم في بناء نهضتها بحسبانه شريكا في التنمية وركنا أساسيًا من أركانها، لكن إن تخلى عن هذا الدور فإنه يهرب من أداء أهم رسالة اجتماعية وإنسانية لو قاموا بها حق القيام لأعطاهم الله أكثر وأكثر.
