سنظل أوفياء
أقسى تعليق وصلنى على الواتس آب عقب هزيمة الأهلي من بيراميدز وخروجه من مسابقة الكأس، كان من صديق أهلاوى "سنظل أوفياء".. إلى هذا الحد وصل إلى جمهور الأهلي إحساس الهزيمة، وتقديرى أن القضية ليست في هزيمة الأهلي، أو خروجه من بطولة من احتكاره، وإنما إحساس محبى الأهلي أنه ليس هو الأهلي الذي يعرفونه، خاصة وأن فريق بيرامدز كان الأحق بالفوز، وأهدر فرصا لو تحققت لكانت النتيجة عارا في تاريخ النادي العريق.
المشكلة أيضا ليست في المدرب رغم ضعف إمكاناته وقصور تفكيره وضعفه الشديد، وعدم قدرته على قراءة المباريات إلا بعد فوات الأوان.. المشكلة أن التركيبة كلها "فيها حاجة غلط".. فترة طويلة غابت فيها روح الأهلي وإرادته الحقيقية وقدراته على العبور من الانتكاسة إلى النصر، وبياته الشتوي والصيفى الذي طال ووصل إلى حد ترديد جماهيره "سنظل أوفياء"، في إشارة إلى جماهير الزمالك التي تعانى من انتكاسات فريقها المتتالية.
قضية الأهلي أعمق بكثير من فكرة خسارة بطولة أو الفوز بأخرى.. الأهلي بطل الدوري صحيح، ولكنه لم يكن مرضيا طوال الموسم، الأهلي يفقد سره وسحره، لاعبوه- مع احترامى لكل نقاد الكرة- مجرد "وقيع" لا تسكن أوصالهم إرادة الفانلة الحمراء، وتهجرهم فكرة الفانلة، الأهلي فقد طعمه الطازج، ونكهته النفاذة، وحيويته القادرة، فقد اللون ولم تعد له رائحة زكية، وبات كعجوز تجتر تاريخ صباها.
إن البطولة الحقيقية التي كانت عنوانا أعرض للنادي العريق هي الإباء، وكان شعاره الأعمق هو الاحترام، كان لسنوات طويلة النادي المدهش، في عز انكساراته كان مدهشا وحلو المذاق، كان أداؤه عزا على البساط، ووشما ساحرا على لوحة المدرجات، كان معجون السعادة ورائحة البهجة، كان مدرسة للنصر وجامعة للرياضة المصرية، كان بهاء عندما يغيب النور، وكان نسمة صيفية تمحو آثار الصيف القاسي.. لم يكن ناديا بل كان معنى حقيقيا للإرادة.
ولسان حال الجماهير يردد: لا نريد كأسا ولا نريد درعا، نريد للمعنى العميق أن يعود، وأن تزهر أوراق الربيع، ولا تغيب، وأن نحفظ للتاريخ هيبته، وللماضي عزته، وللمستقبل أدواته ونبراسه، نريد من إدارة النادي أن تتدارس الواقع الأليم خوفا من أن يصبح الأهلي مجرد صور بالأبيض والأسود، تحكى تاريخا بلا رجعة!!