رئيس التحرير
عصام كامل

تعمير سيناء.. لا تدمير سيناء!!

فيتو

تعمير.. لا تدمير الفرق فى الكتابة حرف لا يتعدى حرف، حرف واحد فقط، ولكن الاختلاف فى المعنى شاسع جدا شتان بين التدمير والتعمير، فرق كبير بين العين التى يجب أن توضع بها سيناء، هذه البقعة الغالية، وبين الدال الذى اتحد مع الميم لتصبح دم، لقد بذلنا الكثير من الدم لعودة سيناء لأهلها، وهان علينا الدم، وعز علينا العرق، بذلنا الدماء ولم نستطع بذل العرق، تعمير سيناء يحتاج الكثير فالذى لا يتقدم يتأخر، لأن الأمم الأخرى ستسبقه.


إن تعمير سيناء واجب شرعى ولكل مواطن مصرى حق فيها، فالذى حرر سيناء ليس أهلها فقط، بل أهالى مصر جميعهم، مسلموها ومسيحيوها، ومن سيعمر سيناء هم أيضا أهالى مصر جميعها بمختلف فئاتهم ومعتقداتهم ودياناتهم والحفاظ على البيئة الطبيعية فى سيناء من أهم عناصر التنمية والتعمير، فقد حبا الله سيناء بطبيعة فريدة ففى جنوبها فقط خمس محميات طبيعيه منها مدينتين هما سانت كاترين وطابا ورأس محمد ونبق وأبو جالوم، وهى تمثل ثلت مساحة المحافظة ولو تم استغلالها بالفعل لصارت كنزا لمصر، فالسياحة البيئية من أهم أنواع السياحة على مستوى العالم ومن أغلاها ثمنا أيضا، وقد عرف الإنسان منذ القدم بأنه كائن مدمر للطبيعة، إما يقطع جبالها للحصول على المعادن، أو يلوث مياهها بناقلات بتروله للحصول على المال، أو يقتل كائنات فريدة إما لأكلها أو لممارسة رياضة الصيد، ويدمر الشعاب المرجانية إما بجهله أو تسلطه وجشعه وعدم تقديره لأفعاله،

وكم أتذكر دائما موقفا لى، حيث تعرضت للضرب بالعصا فى برد طوبة من أحد مدرسى الذى أدعو له دائما بالرحمة، وهو يردد أضربك لأنك قاتل، قتلت من؟ مشيت على شتلات فى حديقة المدرسة فحطمتها بحذائى، فكان الجزاء الضرب لأنى قاتل.. نعم قتلت بالفعل كائنا حيا يأكل ويشرب ويتنفس مثلنا، وفى شريعتنا هذا فعلا قرآنا وسنة، وقد نهى الرسول الكريم عن التبول فى ماء جار، وعدم التغوط فى ظل الشجرة، دعونا نتبع السنة فى الحفاظ على ما هو جميل.. على البيئة من حولنا، فإن الله جميل يحب الجمال.
الجريدة الرسمية