جامعة الدول الأفريقية
اختتم العُرس الكروي الأفريقي باقتناص منتخب الجزائر لقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه، والأولى من أيدي ٢٤ متنافسا هي عدد الفرق المشاركة لأول مرة بهذا العدد الكبير.
نشجع الفريق العربي أم الفريق الأفريقي؟
سؤال دارت بسببه تلاسنات وحروب كلامية عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، من يكون أولى بالتشجيع في المباراة النهائية للبطولة لدينا كمصريين، الجزائر أم السنغال، أيهما أولى بمشاعر الود والانتماء؟.
استحضرني تأكيد الدكتور "رمضان قرني"، وهو أحد خبراء الشأن الأفريقي، حينما رأى هذا التطاحن بين جماهير «فيس بوك» قبيل المباراة النهائية، فكتب قائلًا عبر صفحته: «رسالتي إلى كل الإعلاميين، وشباب مصر العظيم، البطولة اسمها كأس الأمم الأفريقية، لا محل لقضية العروبة والقومية العربية، نحن أمام بطولة أفريقية بمشاركات أفريقية، الجزائر والسنغال الشقيقتان دولتان أفريقيتان يلعبان نهائي بطولة أفريقية على أرض أفريقية... شهادة مهنية».
نعم، البطولة أفريقية ودرجة التحفيز والتشجيع للفريقين المشاركين متوازية، وكان يجب الكف عن التحزب لمجرد أن هناك فريقا أفريقيًّا عضوا بجامعة الدول العربية ضمن المشاركة النهائية، وهو مدعاة للفرح بلاشك، ولكن، نعتز ونشجع ونتحمس أيضا للشقيق السنغالي الغالي على القلب، وهو شريك مثل الجزائر في التراب القاري، وإن كانت ظروف سياسية سابقة ساهمت في تقارب (الشقيق الأفريقي العربي) على حساب التقارب مع (الشقيق الأفريقي).
مع عميق التقدير والأخوة لعروبتنا، إلا أن الأخوة الأفارقة لهم أيضا مساحة كبيرة في الوجدان، وأذكر جيدا حتى الآن رغم انقضاء السنوات الطوال، زملائي بجامعة الأزهر من كوت ديفوار ونيجيريا وكينيا وبلدان أخرى، كم دامت صداقتنا حتى بعد انتهاء فترة الدراسة الجامعية، وكم كانوا أكثر الناس احتراما لمصر ومحراب العلم، والتزاما بقواعد الضيافة وعادات المصريين، فكانوا نعم المعبرين أخلاقيا واجتماعيا عن نفوس أفريقية النقية.
فازت مصر بتنظيم رائع لبطولة كبرى في زمن قصير منذ توليها سدة مسؤولية الملتقى القاري الأهم، وفازت باستضافة مشرفة لكل الفرق ومشجعيها، وأعلنت للعالم أنها حاضنة للجميع، وكل هؤلاء لديها على قدم المساواة، في المحبة والود والأخوة، الشقيق الأفريقي عضو الجامعة العربية، وغير العضو بها، وهذا لا يؤثر في امتداد أوصال المحبة، أشقاء، أحبّاء، أعزاء على الروح، التقى الكل في البيت الأفريقي الكبير، مصر، جامعة الدول الأفريقية.