محمد التابعى يكتب: جبروت زينب هانم
في مجلة الجيل عام 1954 نشر الكاتب الصحفي محمد التابعي جزءا من مذكراته قال فيها: في أوائل يوليو 1952 روى لي فؤاد باشا سراج الدين بوادر الخلاف الذي وقع بين مصطفى النحاس ومكرم عبيد.
ذات يوم وكان النحاس يقيم في باخرة اسمها محاسن، وذهبت لزيارته أنا وقاسم جودة واستقبلته السيدة زينب الوكيل، حرم النحاس باشا، ووجهت إليه اتهاما بأنه هو وبعض الصحفيين يسرفون في الكتابة عن مكرم عبيد وعن حركاته وسكناته، بينما رئيس الوزراء زعيم الوفد وبقية الوزراء لا ينشر عنهم في الصحف نصف ما يكتب وينشر عن مكرم عبيد.
ومن الظاهر أن قاسم جودة بلغ كلام زينب الوكيل إلى مكرم عبيد الذي ذهب لتوه وقابل النحاس وقال له: إن زينب هانم تطعن فيه وهذا ليس من حقها، وعاتب رفعته في هذا.
قال النحاس: إنه يستبعد صحة ما قيل، وسأل مكرم عن اسم مصدره.. لكن مكرم رفض ذكر اسم راوي الحديث إليه، أبلغ النحاس القصة إلى السيدة حرمه، وكانت يومئذ مريضة في الفراش، ورغم ذلك كلمت مكرم باشا في التليفون ودعته إلى زيارتها فحضر على الفور، فقالت له: إن مصطفى باشا روى لها ما سمعه منه، وأنها تنكر تماما أنها طعنت فيه، ثم سألته عن اسم من أبلغه، ورفض أيضا أن يذكر اسمه.
لم تعجب لهجة "مكرم" زينب الوكيل فقالت له: لقد سألتك عن اسمه حتى نستطيع أن نقطع دابر من يريد الإيقاع بيننا، وطالما أنك ترفض التصريح باسمه فلا فائدة من الكلام معك.
قال مكرم: يظهر أنك خايفة على مركز جوزك، فانتفضت زينب هانم غاضبة، وقالت مستنكرة: مالك أنت، أنا لا أخاف على النحاس واللي تقدر تعمله لما تعمل رئيس وزراء، فهل يمكنك كسب الزعامة أو الحب الذي تكنه الأمة للنحاس، وعموما جوزي هو اللي عملك.
رد مكرم: اللي عملني ربنا مش جوزك، وأنا عملت نفسي بجهدي وكفاحي، ارتفع الصوت وحضر النحاس وقال لمكرم: بوس. راس أختك فقام مكرم وقبل رأسها، ورغم ذلك خرج إلى الناس وهو يقول أن زينب هانم أهانته وشتمته.