رئيس التحرير
عصام كامل

الفشلة.. خطايا الجبلاية تطيح بالفراعنة من الكان 2019.. مجاملات فجة قادت إلى الخروج.. وغياب القائد سبب الوداع المهين.. الدولة وفرت كافة الإمكانيات.. واللاعبون والجهاز فشلوا في تحقيق أحلام الجماهير

فيتو

لا صوت يعلو داخل الوسط الرياضى فوق صوت وداع منتخبنا الوطنى بطولة الأمم الأفريقية بعد الخروج أمام جنوب أفريقيا من دور الـ 16 عقب الخسارة بهدف نظيف أمام منتخب الأولاد، ليسجل هذا الجيل من اللاعبين فضيحة تاريخية للكرة المصرية بعد ضياع فرصة الفوز باللقب الأفريقى للمرة الثامنة.


وداع منتخبنا الوطنى بطولة الأمم الأفريقية يأتى رغم توفير الدولة كل سبل الدعم لهذا الجيل من اللاعبين والجهاز الفنى بل وتجهيز برنامج إعداد على أعلى مستوى قاد في النهاية للخسارة أمام البافانا بافانا ووداع البطولة مبكرا بشكل كارثى لم يتوقعه أكثر المتشائمين.

الأمور من البداية لم تسر في الطريق الصحيح وكل الشواهد كانت تؤكد أننا أمام جيل متصدع من اللاعبين فشل تماما في إثبات نفسه في هذه البطولة وقدم عروضا ولا أسوأ بداية من الدور التمهيدى (المجموعات) الذي شهد عروضا باهتة لم تقنع جماهير الكرة المصرية من البداية بل والأخطر أن جميع الأحداث التي تزامنت مع فترة الإعداد وأيضا الأيام التي سبقت البطولة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أننا لن نتمكن من حصد اللقب وأن الخروج المبكر أيضا سيكون في انتظارنا.

اتحاد الكرة أخطأ منذ البداية عندما اختار مديرا فنيا ضعيفا فنيا وشخصيا ولم يوفق في اختيار إيهاب لهيطة كمدير للجهاز بسبب ضعف نجوميته، ومن ثم فشل في تقديم قائد قوى للمنتخب الوطنى يكون قادرا على إحكام السيطرة على اللاعبين.

استقالة هانى أبوريدة ومجلسه لن تكون نهاية المطاف، والأيام القادمة ربما تحمل مفاجآت قوية بعدما بدأت جهات رقابية فتح ملفات اتحاد الكرة، والتحقيق في المخالفات التي شهدتها الفترة الأخيرة.

مصر تدفع ثمن عناد جهاز أجيرى
العدل أساس كل شىء والمقدمات تقود إلى نتائج ومن ثم كان من الطبيعى بل والمنطقى أن يودع منتخبنا الوطنى أمم أفريقيا في نسختها الحالية مبكرا أمام جنوب أفريقيا بعد الخسارة بهدف نظيف في إطار منافسات دور الـ16 بالبطولة.

البداية كانت واضحة تماما وهو أن العدل لن يكون متواجدا في كتيبة الفراعنة، وامتد الأمر إلى خط النهاية وتحديدًا قبل انطلاق البطولة بعد إعلان القائمة التي شهدت استبعاد العديد من النجوم البارزين وفى مقدمتهم محمد عواد، رغم تألقه مع الوحدة السعودى وإشادة الجهاز الفنى بقدراته بل وبعد اعتراف أحمد ناجى مدرب حراس المرمى بالجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بظلمه له باستبعاده في وقت سابق قبل مونديال روسيا 2018.

الظلم لم يتوقف عند عواد فقط بل وصل إلى استبعاد أفضل ظهيرين في الكرة المصرية يمينا ويسا وهما محمد هانى الظهير الأيمن للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي وعبد الله جمعة الظهير الأيسر للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، وهو ما تسبب في إصابة الجميع بصدمة غير متوقعة خاصة بعد تألق الثنائى مع القطبين هذا الموسم.

قائمة الظلم امتدت أيضا إلى عمرو السولية لاعب خط وسط الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الذي قدم موسما جيدا ولم يتم ضمه لحساب على غزال الذي لم يقدم ما يشفع لضمه لقائمة المنتخب في أمم أفريقيا الحالية.

أجيرى واصل الظلم أيضا باستبعاد رمضان صبحى لاعب المنتخبات الوطنية في جميع أعمارها السنية والذي قدم عروضا جيدة مع الأهلي دفعته لتسديد مليون و600 ألف جنيه إسترلينى إلى نادي هيدرسفيلد الإنجليزى من أجل تمديد إعارته، بعد أن أثبت قدرته على صناعة الفارق بعد عودته في يناير الماضى.

الأمور لم تتوقف عند السابق ذكره بل امتدت إلى محمود كهربا نجم الزمالك، وأحد العناصر المميزة في القلعة البيضاء والذي ساهم في قيادة فريقه إلى الفوز بالبطولة الكونفدرالية حيث تفاجأ الجميع باستبعاده هو الآخر.

كما قام أجيرى بضم محمد الننى صديق الدكة في الأرسنال والذي لم يقدم أي شيء يدفع الجهاز الفنى لضمه إلى كتيبة المنتخب ونفس الأمر مع أحمد حسن كوكا الذي يبقى ضيف شرف مستمرا في معسكرات المنتخب منذ سنوات طويلة رغم أنه لم يسجل عشرة أهداف رسمية مع منتخبنا الوطنى منذ أن تواجد في الحسابات الفنية في السنوات الماضية بجانب تجاهل مصطفى محمد مهاجم طلائع الجيش الذي تألق بشدة هذا الموسم وأيضا حسام حسن مهاجم سموحة، فضلا عن ضم أحمد أبو الفتوح لاعب سموحة الذي لم يشارك في عشر مباريات رسمية مع ناديه قبل استبعاده قبل البطولة مباشرة من القائمة النهائية.

ولكن ببقى قرار ضمه من الأساس بمثابة علامة استفهام، خاصة أنه جاء على حساب لاعب الزمالك عبد الله جمعة الذي قدم موسما استثنائيا مع الأبيض هذا الموسم وكان عنصرا مهما للغاية في التتويج بالبطولة الكونفدرالية بعد أن فاز بها الزمالك هذا الموسم على حساب نهضة بركان المغربى في المباراة النهائية بركلات الجزاء الترجيحية، بعد أن انتهت مباراتا الذهاب والإياب بنتيجة 1-0 لكل فريق ليدفع الجهاز الفنى لمنتخبنا الوطنى في النهاية فاتورة الظلم بعد استبعاد عدد من العناصر المميزة والتي كانت ضمن القوام الأساسى لمنتخبنا الوطنى في كأس العالم الأخير في روسيا وأبرزهم رمضان صبحى ومحمود كهربا.

فريق بلا مدرب
قوة الفريق تكمن في قوة المدير الفنى القادر على قيادة الفريق بشخصيته وخبراته وقدراته على التحكم في زمام الأمور ومن ثم فإن ما سبق لا يتماشى على الإطلاق مع المكسيكى خافيير أجيرى المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم الذي أثبتت المواقف ضعف شخصيته وعدم قدرته على قيادة واحد من أعرق المنتخبات في القارة الأفريقية.

ضعف شخصية أجيرى كانت واضحة منذ البداية وفقا لما تستعرضه السطور التالية التي أثبتت أننا كنا نخوض منافسات أمم أفريقيا دون مدرب قوى يمتلك شخصية حازمة قادرة على إحكام السيطرة على اللاعبين وخلق شخصية صلدة في التعامل مع اتحاد كرة لا ترضخ له ولا تنفذ تعليماته لحسابات وأهواء شخصية.

المشهد الأول
أجيرى في بداية رحلته مع المنتخب الوطنى قام باستبعاد عبد الله السعيد من حساباته الفنية ورفض الاعتماد عليه بحجة رغبته في النزول بالأعمار السنية للاعبى الفراعنة وبناء على الخطة التي وضعها مع اتحاد الكرة برئاسة هانى أبو ريدة بشأن إعداد جيل جديد من اللاعبين.

الأمور لم تسر وفقا لمخطط أجيرى بل جرت الأمور وفقا لرؤية اتحاد الكرة الذي تمسك بضم عبد الله السعيد لقائمة المنتخب قبل البطولة مباشرة بحجة تألقه مع بيراميدز في الدور الثانى وهو الأمر الذي جاء على غير رغبة الخواجة ولكنه رضخ في النهاية لتعليمات هانى أبوريدة.

ودارت الأمور أيضا بنفس السياسة مع وليد سليمان الذي عانى كثيرا من تجاهل أجيرى، له ووصل الأمر إلى إعلانه الاعتزال الدولى ولكن بعد ضغوط كبيرة عاد اللاعب إلى صفوف المنتخب قبل البطولة في التجمع الأخير رغم أنه كان مصابا لفترة امتدت إلى أكثر من ثلاثة شهور ولم يشارك في عشر مباريات كاملة مع الأهلي ولكن في النهاية رضخ أجيرى وقام بضم وليد سليمان وهو ما تعارض مع سياساته التي أفصح عنها في بداية توليه المهمة بشأن رغبته في النزول بالأعمار السنية للاعبين وهو الأمر الذي تم إبلاغه أيضا لشريف إكرامى حارس الأهلي وزميله أحمد فتحى الظهير الأيمن الذي تم استبعاده لنفس السبب رغم عدم الالتزام بتنفيذه بدليل ضم وليد سليمان وعبد الله السعيد وأحمد المحمدى.

المشهد الثانى
أجيرى عقب الفضيحة الأخلاقية لعمرو وردة أصدر قرارا نصه أن الجهاز الفنى بقيادته قرر استبعاد اللاعب من معسكر المنتخب قبل أن يعود اللاعب بعدها مباشرة بعد ضغوط محمد صلاح وأحمد المحمدى وأحمد حجازى على المدير الفنى الذي رضخ في النهاية للضغوط التي تعرض لها من اللاعبين وهو ما يثبت ضعف شخصيته مقارنة بما فعله محمود الجوهرى المدير الفنى الأسبق لمنتخبنا الوطنى الذي قام بترحيل إبراهيم سعيد من مالى في أمم أفريقيا 2002 بسبب عدم التزام اللاعب بالتواجد في غرفته، وهو ما فعله أيضا حسن شحاتة المدير الفنى الأسبق لمنتخبنا الوطنى بعد قرار استبعاد أحمد حسام ميدو وحرمانه من التواجد في الحسابات الفنية في نهائى أمم أفريقيا 2006، بعد أزمته الشهيرة مع المعلم في مباراة السنغال في واقعة استبدال اللاعب التاريخية المعروفة.

المشهد الثالث
أجيرى فقد أيضا شخصيته عندما سمح لمحمد صلاح بالتأخر في الانضمام إلى معسكر المنتخب الوطنى قبل انطلاق البطولة وترك اللاعب في الجونة للاستجمام في الوقت الذي انتظم الجميع في المعسكر رغم عدم حصولهم أيضا على راحة من المباريات كما حدث مع صلاح الذي تمسك بالحصول على إجازته كاملة بل امتدت الأمور إلى أن صلاح رفض تواصل الجهاز المعاون معه وأكد أن أجيرى فقط المنوط به التواصل معه وهو ما يعد إهانة لمدير المنتخب إيهاب لهيطة وهانى رمزى الاسم الكبير في تاريخ الكرة المصرية بمسيرته الاحترافية التاريخية، وهو ما تسبب في فجوة بين أجيرى وجهازه المعاون وتحديدا في أزمة صلاح، وهو ما يثبت ضعف شخصية أجيرى الذي نصف نجم ليفربول الإنجليزى على جهازه المعاون مما دفع مدير المنتخب لإطلاق تصريحه الشهير قبل البطولة (إحنا مش عارفين نوصل لمحمد صلاح والتواصل معه من خلال أجيرى فقط).

المشهد الرابع
أجيرى أثبت ضعف شخصيته أيضا بعد أن ارتضى إقامة معسكر إعداد داخلى رغم ما تردد حول طلبه إقامة معسكر خارجى لإعداد المنتخب إلا أن اتحاد الكرة رفض الأمر ولم يعترض أجيرى الذي ظهر لا حول له ولا قوة في جميع الأزمات التي كانت تحتاج إلى مدير فنى قوى قادر على السيطرة على الأمور بحنكة وهو ما فشل فيه المدير الفنى المكسيكى الذي لم يقدم ما يثبت أنه جدير بقيادة منتخب مصر المتوج بأمم أفريقيا سبع مرات في تاريخه وأكثر المنتخبات حصولا على الكان الأفريقية.

"نقلا عن العدد الورقي"...
الجريدة الرسمية