رئيس التحرير
عصام كامل

«الكيتامين» من دواء ومخدر للحيوانات إلى دخوله سوق المخدرات بين المتعاطين.. شلل الجسد وفقدان الذاكرة وهلاوس سمعية وبصرية أبرز مخاطره.. والرصد الإلكتروني للتجّار أولى مراحل المواجهة

فيتو

يوم وراء الآخر تدخل مواد جديدة سوق المنافسة في المخدرات لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الشباب للسقوط في براثن الإدمان بعد دخول الأستاكسى والكبتاجون والفودو والقات، ظهر نوع جديد في الأوساط يسمى «مخدر الكيتامين»، جاء ذلك في أعقاب حملات منظمة شنتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات برئاسة اللواء مجدى السمرى مساعد وزير الداخلية ومجموعات العمل المشكلة في ملاحقة وتعقب حائزى والقائمين على تجارة الكيف.


دواء
و«الكيتامين» دواء يستخدم بشكل أساسي في تخدير الحيوانات في الطب البيطري والعمليات الجراحية للأطفال، وفي الجراحات الميدانية، حيث إنه يسبب حالة تشبه النشوة مع تخفيف الألم، والتهدئة، وفقدان الذاكرة.

اقرأ.. 
ضعف الذاكرة والميل للعنف والاكتئاب أبرز مخاطر «الزانكس»

وتشمل الاستخدامات الأخرى تهدئة الألم المزمن في العناية المركزة. ولكن تظل وظيفة القلب، والتنفس، وردود الفعل الهوائية مستمرة عموما، يبدأ تأثيره عادة في غضون خمس دقائق عندما تعطى عن طريق الحقن، ولكن آثاره الرئيسية تستمر لمدة تصل إلى 25 دقيقة.

وتشير تقارير، أن مخدر الكيتامين بدأ تجار السموم في استخدامه عن طريق خلطه مع مواد أخرى ـــــــــ مثل مخدر الاستروكس ــــ وبيعه على شكل أقراص مضغوطة يعطى انتعاشه لمتعاطيه وانفصال عن العالم الواقعى، وحدوث شلل تام في الجسد وعدم المقاومة ويلجأ بعض العناصر الإجرامية في استخدامه مع الفتيات في الاغتصاب أو لشخص معين لارتكاب فعل مما يتسبب في ارتفاع معدلات الجرائم.

خلال 10 أيام.. الأمن يحبط محاولات تهريب مواد مخدرة بقيمة مليار جنيه

التصنيع
وأوضحت تقارير أن تصنيع الكيتامين لأول مرة في عام 1962 من قِبَل كالفن ستيفنز، أستاذ الكيمياء في جامعة وين ستيت أثناء إجراء البحوث حول إعادة ترتيب ألفا-هيدروكسيمين، وبعد الأبحاث الواعدة قبل السريرية في الحيوانات، تم إدخال الكيتامين للاختبار على السجناء البشر في عام 1964.

وأظهرت هذه البحوث أن فترة عمل الكيتامين القصيرة وانخفاض سلوكه السام جعله خيارا مفضلا عن فينسيكليدين كمخدر انفصالي. وبعد موافقة إدارة الأغذية والعقاقير في عام 1970، تم تخدير الجنود الأمريكيين بالكيتامين لأول مرة خلال حرب فيتنام.

مخدر القات يدخل المنافسة مع الأستروكس والآيس

الانتشار
وبدأ انتشار الكيتامين في الوطن العربي في عام 2010، ودخوله في مصر خلال 2016، وساهم القادمون من دول شرق آسيا في التعريف بذلك العقار حيث كان يتم تعريف العقار إلى المدمنين على أنه أحد العلاجات التي تستخدم في علاج الهلوسة وإعطاء مزيد من الهدوء التام.

ومع انخفاض سعره وتوافره اتجه العديد من المدمنين إلى استخدامه نتيجة التضييق الأمني المفروض على المخدرات والأقراص المخدرة بكافة أشكالها.

وألمحت التقارير، أن أضراره يتسبب في شلل الجسد لأكثر من ساعة والارتباك بعد زوال مفعوله، المتعاطى يصبح مندفعا في الكلام ومنفصلاعن العالم الواقعي والخارجي بشكل كبير، التعرض للإصابات والحوادث نتيجة غياب الوعى، هلاوس سمعية وبصرية تصيب المتعاطى، الشعور باللامبالاة، ضعف الذاكرة والإصابة بالاضطراب الثنائى القطب ومرض الذهان، احيانا يتسبب في الوفاة.

الرصد الإلكتروني والحملات بمحيط المدارس توصيات مؤتمر مكافحة المخدرات

وانتهى مؤتمر مكافحة المخدرات إلى مجموعة من التوصيات وإعطاء أولوية للحملات في محيط المدارس والجامعات لحماية النشء، والتوسع في الاعتماد على استخدام التقنيات الحديثة، والرصد الإلكتروني لترويج المخدرات والمواد التخليقية وتجريم حيازة المواد التخليقية غير المجدولة، ومواجهة مصحات علاج الإدمان غير المرخصة.


كما أوصى المؤتمر، بتعزيز أطر التعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات الدولية والإقليمية والمحلية لمجابهة عمليات جلب وتهريب شحنات من المخدرات عبر الحدود البرية والسواحل البحرية لداخل البلاد، وتطوير آلية التعاون بين الإدارة وأجهزة المكافحة بمديريات الأمن وكافة الجهات المعنية ذات الصلة لحصر ورصد وتصفية البؤر الإجرامية الخطرة لعلانية ترويج المخدرات.

الحرص على تكثيف البرامج التدريبية للضباط العاملين في مكافحة المخدرات للوقوف على المستجدات التي طرأت في الآونة الأخيرة من مخدرات مستحدثة وتهريب شحنات السلائف والكيماويات واستخداماتها غير المشروعة والجرائم الإلكترونية ذات الصلة عبر شبكة المعلومات الدولية.

كما أوصى، باستثمار المناخ المتميز القائم بين وزارتى الدفاع والداخلية لزيادة النطاق الجغرافى للأودية المستهدفة بحملات إبادة الزراعات المخدرة بشبه جزيرة سيناء.
الجريدة الرسمية