رئيس التحرير
عصام كامل

كلهم من رحم جماعة الإخوان الإرهابية!


هل تدرك شعوبنا كم تقترف تنظيمات الإرهاب المنبثقة من رحم جماعة الإخوان الإرهابية من آثام وموبقات شوّهت بل أضعفت ديننا الحنيف أمام الآخر، الذي يتلقف بكل أسف كل ما تبثه الميديا العالمية بقبول تام دون تمحيص ولا تثبت، نظرًا لغياب الرأي الأخر أو الوجوه الأخرى من الحقائق، والتي يجري طمسها والتدليس عليها مع سبق الإصرار والترصد منذ تفجيرات سبتمبر، التي ضربت برج التجارة العالمي في أمريكا..


ومن يومها ويذوق عالمنا الأمرّين بفعل فاعل دون ذنب منه ولا جريرة، ولا تزال أرض العرب مستباحة ومستقبلهم في خطر. تلك التنظيمات الإرهابية بما ارتكبته من جرائم شنعاء وما استحدثته من مسميات وتصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان جعلت أمتنا العربية لقمة سائغة في أفواه أمريكا والغرب، ومن ورائهم إسرائيل المستفيد الأكبر مما جرى، ولا يزال يجري، في منطقتنا المنكوبة بتمزيق أواصر شعوبها وهدم أركان دولها.

فمن وراء إطلاق وصف هذا "إخواني"، وذاك "سلفي"، وذلك "شيعي"، أو "علوي"، أو "درزي"، أو "كردي"، أو "تركماني"، حتى تلاشت أواصر عروبتنا ومقومات المواطنة الجامعة لشملنا، الرابطة لأواصر القربى والجذور التاريخية المشتركة.

من الذي تسبب في هذا التصدع الهائل في بنيان النظام العربي منذ البداية، بافتعال حرب الخليج الأولى واحتلال أمريكا لأرض الرافدين، مرورًا بما عرف بـ "ثورات الربيع العربي"، وانتهاء بإشعال فتيل الأزمة في الخليج.. من تسبب في نكسات العرب ونكباتهم المتوالية وضياع قضيتهم المركزية (فلسطين)، وصولًا إلى ذلك المشهد المخزي الذي نراه رأي العين كابوسًا يصدمنا بصراعات عربية – عربية. 

ونزاعات داخلية بين أركان ومكونات الدول الواحدة بين مواطنيها بعضهم بعضًا، أو بين الدول بعضها بعضًا، سواء على الحدود المشتركة بينها التي خطها الاستعمار بيديه، لتظل شوكة في خاصرة أمتنا ومانعًا لتكاملها واتحادها أو نزاعًا على الدور والمكانة..

ولم يعد مدهشًا ما نراه من تداعٍ مخزٍ لدول كانت، حتى وقت قريب، ملء السمع والبصر، ثم انهارت أعمدتها وانفرط عقدها، وتفككت جيوشها، ولم يصمد إلا مصر، حماها الله، رغم قسوة ما تعرضت له من ظروف، بفضل شعبها الواعي وجيشها الوطني المتماسك.. وستظل عصية على التآمر من أعدائها في الداخل والخارج.

فمصر وأهلها في رباط إلى يوم الدين، بفضل الله الذي يربط بين قلوبهم بحبل متين من الحب والانتماء الفطري لهذا البلد.. فقد حباها بجيش قوي صامد، وشعب مؤازر داعم لقيادته.. وهي بفضل هذا النسيج المتماسك قادرة إن شاء الله على مواجهة التحديات والمؤامرات مهما تكن وطأتها.
الجريدة الرسمية