رئيس التحرير
عصام كامل

قبلة الحياة لماسبيرو


أحال السيد "حسين زين" عددا من الفنيين والإعلاميين إلى نيابة أمن الدولة العليا بتهم من شأنها أن يذهبوا إلى ساحة القضاء دون رجعة، حيث بلغت الاتهامات حدود الممكن، سواء كان تكديرا للسلم العام، وتعطيل العمل، وإثارة البلبلة، وبقية اللائحة المتعارف عليها في مثل هذه الحالات، وحدود علمى أن الذين صدرت ضدهم الاتهامات إنما طالبوا بحقوق مادية يتصورون أنها حقوقهم ويعتقدون أنها مهدرة.

وأتصور أن السيد "حسين زين" رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لو أدار حوارا حول الظروف التي تمر بها البلاد وخاصة مبنى ماسبيرو لاستطاع أن يصل إلى حلول ليس من بينها إثارة البلبلة التي سببها بلاغ سيادته، وأعتقد أن الحوار هو الطريق الأمثل لحل مشكلات ماسبيرو، خاصة لو علمنا أن سيادته منذ مجيئه وهو لم يقدم حلا واحدا لمشكلة داخل المبنى العتيق، ولم يقدم رؤية واضحة لخروج ماسبيرو من عنق الزجاجة.

وأظن وبعض الظن إثم ومعظمه على غير ذلك أن سيادته بحاجة إلى إدارة حوار مع أبناء المبنى، ليس فقط لإشاعة حالة من الهدوء والطمأنينة لدى قطاع نتصور أنه واحد من أدوات الدولة في التنمية، ومصر بحاجة إلى جهود أبنائه بدلا من خلق حالة من التشاحن غير المبرر.. لو فعل ذلك لتمكن من إيجاد حلول لمشكلات يتصورها البعض من المعضلات، ونرى لها حلولا قادرة على العبور بهذا الكيان من مرحلة التراجع إلى التقدم.

بلاغ السيد "حسين زين" ليس في مصلحة العمل فالإعلام يدار بالحوار لا بالبلاغات، ونظن أن ماسبيرو لديه من الكفاءات والقيادات ما يجعله قادرا على الإسهام الإعلامي والحضارى في معركة مصر ضد الإرهاب، وضد الجهل وضد كل المؤامرات التي تحاك بليل على كافة حدودنا، واللُحمة ضد الفرقة والعمل بروح الفريق واحد من الإنجازات التي لو تحققت ولو بنسبة ضئيلة فإنها كفيلة بإحداث طفرة، خاصة وأن المشهد الإعلامي الآن يضع ماسبيرو في خانة تحمل المسئوليات الوطنية الجسيمة.

أعرف بعضا من هؤلاء الذين أبلغ عنهم رئيس الهيئة الوطنية للإعلام النيابة، وأحسبهم يعيشون ظروفا معيشية صعبة تحتاج إلى خلق طاقات من الأمل أمامهم، ووضع المسئولية في أعناقهم والدفع بهم إلى أن يصبحوا أصحاب مسئولية وطنية في المقام الأول، وأظنهم قادرين على ذلك، خاصة وأن هذا الكيان بكل ما يحمل من تاريخ تليد ساهم خلاله في إيقاظ الوعى العربى وتحرير دول أفريقية وعربية من براثن الاحتلال لا يزال قادرا على القيام بدور رائد.

نصيحتي للسيد "زين" أن يمارس دوره السياسي، ويقوم بدوره في قيادة الدفة إلى مساحات من الأمل، خصوصا وأن جهات في الدولة المصرية استيقظت أخيرا ووضعت حلولا لقضية نهب التراث التي ظلت لعشرات السنين مالا سائبا، وعليه أن يستفيد من هذه الإجراءات، ويفكر جيدا في طرق جديدة تمنح هذا الكيان قبلة الحياة من جديد..

صدقني يا أستاذ "حسين" الحوار أجدى من البلاغات، فنحن بحاجة إلى جهد كل مواطن وكل من ينتمى لهذا الكيان بحاجة لأن يصبح جزءا من معادلة الدفاع عن وطنه.
الجريدة الرسمية