رئيس التحرير
عصام كامل

جماعة انتهازية.. داهنت كل الرؤساء ثم انقلبت عليهم!


جماعة الإخوان منذ أنشأها مرشدها حسن البنا عام 1928 عرفت طريقها إلى دوائر السلطة أيا ما تكن طبيعتها وشخوصها، ودارت في فلكها عبر تكتيك براجماتي مراوغ تتقارب من خلاله تارة مع الحكم في العلن وتتآمر في الخفاء تارة أخرى.


وهي في كل الأحوال تسلك مسلكًا انتهازيًا يعلي صالح التنظيم على كل ما سواه حتى لو كان الصالح العام للوطن الذي لا يعدو في نظرهم سوى مجرد حفنة تراب عفنة لا قيمة لها.. فماذا ننتظر من تلك الجماعة التي لا تتورع عن انتهاز الفرص وركوب الموجة ومراوغة كل الأنظمة ومداهنة الرؤساء ثم الانقلاب عليهم.

ولم يكن مستغربا والحال هكذا أن يقدم "النقراشي" باشا رئيس وزراء مصر أيام الملكية على حظر هذا التنظيم ومصادرة مقراته وممتلكاته لأول مرة، ثم جاء الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" ليزج بهم في السجون ويحول دون ممارستهم للسياسة بعد أن كشف ألاعيبهم..

حتى جاء "السادات" ليخرجهم من السجون ويمنحهم قبلة الحياة، ويطلق أيديهم في السياسة في مواجهة الناصريين وأهل اليسار، لكن هذا التيار سرعان ما اغتاله بدم بارد في يوم احتفاله بذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة، وتلك في يقيني كانت السقطة الكبرى للرئيس السادات..

أما "مبارك" فقد هادنهم تارة وضيق عليه الخناق تارة أخرى، حتى خرجت ضده احتجاجات يناير 2011 التي ركب الإخوان موجتها واستلموا في أعقابها سدة الحكم، الذي لم يستمروا فيه سوى عام واحد ثار عليهم بعده الشعب الذي ضاق بهم ذرعا، وأصر على إزاحتهم عن الحكم في 30 يونيو 2013.
الجريدة الرسمية