رئيس التحرير
عصام كامل

السبكي.. تجارة في الرخيص


نَفَرٌ من قبيلة السبكي اقتحموا موقع "صدى البلد" الإخباري لتأديب الصحفيين، وعقابهم على جريمة نكراء ترتبط بتورطهم في عمل صحفي ضاقت به قبيلة «الجزارين» ذرعا، فقررت استخدام أدواتها في الجزارة والذبح والسلخ و«تشفية اللحم» وفصله عن العظم.. أين الجريمة إذن التي أدت إلى صراخ نقابي وعويل مهنى ووعيد بالويل والثبور من تداعيات الأمور ومواجهة بين دهاليز نقابة «الكلمة» للرد على جزار؟!


ما فعلته قبيلة الجزارين في "صدى البلد" أقل بكثير مما فعلته في البلد نفسها.. جريمة السبكية في "صدى البلد" مجرد خروج إجرامي محدود الأثر والتأثير بالقياس إلى فعلتهم الشنعاء في البلد قِيَمًا وقيمة.. خلقا ومبادئ.. مدحا وقدحا.. ذما ونيلا من كل القيم المصرية التي عبرت من جيل إلى جيل عبر الفن السابع.. ما فعلته قبيلة الجزارين في "صدى البلد" مجرد بلطجة عادية نشروا قيمها على مدار سنوات طويلة ونحن صامتون.

محاكمة السبكية لا يجب أن تنحصر في هوجة بلطجة على مساحة موقع إخبارى محترم يؤدي دوره وسط ظروف عصيبة.. يجب أن تمتد المحاكمة إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.. تمتد إلى فساد أكبر لنشر الرذيلة والهمجية والمخدرات..

السبكية أخطر على البلد مما فعلوه في "صدى البلد".. السبكية أخطر من تجار اللحم الرخيص، وأخطر من تجار المخدرات، وأخطر من تجار الموت وبائعي الوهم وتجار قطع الغيار البشرية.

جريمة السبكية يا سادة تندرج تحت مسميات أكبر من مضمون البلطجة، وتتعدى حدود المفسدين في الأرض إلى مساحات ترسيخ مفاهيم القيم الفاسدة والأخلاق المنحطة وإفساد أجيال بكاملها، مستخدمين في ذلك واحدًا من أهم الفنون التي عبرت بها أمم إلى مساحات من التقدم والتطور، بل ومن هزيمة الأعداء بالكاميرا والصورة والكلمة.. لا تحاسبوا السبكية على سلخ الشاة فقد ذبحوها بدم بارد وصفقنا لهم، وتورطنا بجريمة الصمت عليهم.

الجريدة الرسمية