رئيس التحرير
عصام كامل

الشوارع بلا "زعيم"


منذ سنوات وصورة "الزعيم" تتصدر لافتات الشوارع في مثل هذه الأيام.. ويصل "الزعيم" بأعماله إلى خارج حدود الوطن ويصبح حكاية كل بيت عربي، وتتحول الموائد إلى ندوات وجلسات حوار تناقش ما جاء به هذا الموسم، ولا يأتي "الزعيم" منذ سنوات إلا بكل ثمين، وعادة تحمل حنجرته وأداؤه مُثلا عليا وقيما تثير الجدل عقب كل موسم، ويتصدر الشاشات ويصبح حديث البيوت، كل البيوت، التي تعتبره أيقونة الفن المصري العابر للحدود.


اختفت صور "عادل إمام" دون إشارة إلى مشاركة في مسلسل رمضاني عادة ما كان يتحول إلى حديث الشارع، حيث كان الرجل يبحث دوما عن كل جديد وثمين وقيم، لم تظهر أية إشارة لمشاركة الزعيم بما يحمل من قدرات فنية نعتبرها ثروة قومية أدت أدوارا في تاريخ الفن العربى، فكان وسيظل -أمد الله في عمره- واحدا من عناصر الترابط والتواصل والوحدة العربية، فكم من مرات اختلفت فيها الأنظمة واجتمعت الشعوب على حب واحترام فنان احترم تاريخ بلاده وآمن بوحدة شعوبها، وقدم للأسرة العربية الكثير من الأعمال الخالدة.

كنا نتفاخر في سفرياتنا إلى دول شقيقة عندما يسألنا مثقف أو مسئول أو مواطن عن "الزعيم"، خاصة أن السائل عادة يتصور أننا نلتقيه في المقاهي والشوارع والميادين ونتجاذب معه أطراف الحوار، وبالطبع يأخذنا الفخر فلا ننكر ذلك، وربما يسألك سائل عن آخر نكات "عادل إمام" ويفضل آخر أن يسألك عن طبيعته الخاصة وعن خفة ظله وقدراته الفائقة في تجسيد الأدوار والإضافة إليها.

"عادل إمام" أو «الزعيم».. نثرية مصرية خالدة.. مقطوعة موسيقية نادرة.. قصيدة شعر تجمع الوطن من المحيط إلى الخليج.. نصا عميقا يتغلغل في الوجدان فيحفر قيمة غالية في النفوس.. حنجرة تحمل آمال وآلام الوطن الممدد، فتصيغه عملا فنيا عابرا للقلوب قبل الحدود.. ربما يختفي هذا الموسم غير أنه باقٍ في نفوس الناس، والناس تنتظر دوما كل ما هو حارس لقيم الفن الجاد والمعبر عن أناتهم وطموحاتهم وعذاباتهم.
الجريدة الرسمية